مثلث الرعب الذى يقف بالمرصاد للآلاف بل للملايين.. مثلث أضلاعه الثلاثة كل واحد منه أقوى من الثانى.. عندما يحاصر إنسانا داخله يعتصره لا يتركه إلا بعد أن يقضى عليه.. ينهى حياته وحياة أسرته بأكملها.. ومثلث الرعب هذا.. هو الفقر.. الجهل.. المرض.. يقف كل واحد ينظر إليه من بعيد ويحاول الفرار منه.. ولكن يا ويله من يسقط داخله فإنه هالك لا محالة.. وبطل هذه الحكاية شاب لم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره بعد أن ذاق مرارة المرض منذ سنوات طويلة كان وقتها مازال صبيا يلعب الكرة مع أصدقائه وإخوته، لم يكن يعى من الدنيا شيئا.. لم يصب بالمرض من قبل وإن كان الأمر لم يكن يخلو من نزلة برد.. كُحة.. مغص.. لم تعرف أمه طريق المستشفى أو الطبيب لتأخذه إلى هناك لتلقى العلاج.. كان العلاج الذى تعرفه لا يتعدى قرص إسبرين وبعض المشروبات الساخنة لا أكثر ولا أقل.. يوم.. والثانى يقف ويجرى ويلعب وكأن شيئاً لم يكن.. كانت تدفعه أمه للذهاب إلى المدرسة ولكنه لم يستجب لها وسألت الأب المشورة وكان رأيه أن ينزل للعمل كصبى فى أى محل أو ورشة.. يتعلم صنعة ينفع نفسه ويخفف الحِمل الكبير عن كاهل الأب الذى يعمل هو الآخر أرزقياً ولا يجد العمل أياماً.. وبالفعل خرج للعمل وكان سعيدا به لمدة شهور قليلة ولكنه بدأ يشعر بالإرهاق.. بل ظهر على ملامحه التعب والوهن.. الأم تسأله الذهاب إلى العمل ولكنه يطلب منها أن تتركه ليستريح.. ظنّت أول الأمر أنه يريد أن يترك العمل وأن شكواه من أجل أن ينام ولا يخرج للعمل.. وحاولت معه.. جلست بجانبه.. ربتت على كتفه.. ما هذا شعرت بحرارة زائدة فى جسده.. تركته لينام.. دخلت المطبخ وما هى إلا ساعة زمن وسمعت أناته تصل إليها.. عادت إلى فرشته لتجده يتألم ويئن ويضع يده على بطنه.. سألته.. أجابها بأنه يشعر بآلام تكاد تمزق جانبيه وما كان عليها إلا أن أعدت له كوبا من النعناع توقف الألم قليلاً ولكن عاوده مرة أخرى وكان كوبا من الشاى وقرص إسبرين وعندما جاء الليل كانت صرخاته تشق عنان السماء وهنا اضطر الأب إلى حمله إلى مستشفى الدمرداش أكد الطبيب أنه مصاب بمغص كلوى وتم إعطاؤه حقنة مسكنة وعاد إلى المنزل ولكن مع الصباح ارتفعت درجة الحرارة ولاحظت الأم تورم ساقيه وعادت الآلام تمزق بطنه وجانبيه.. وعاد به الأب إلى المستشفى وبدأت دوامة من الإجراءات تحليل بعد تحليل وأشعة وموجات صوتية.. و.. و.. وفى النهاية كانت الصدمة التى سقطت على رأس الأم والأب كالصاعقة.. فقد أخبرهما الأطباء أنه مصاب بفشل كلوى مزمن وعلاجه الوحيد هو الغسيل الدموى حتى تتم زراعة كِلية ولكن من أين لهما بكل ذلك؟.. وسلموا أمرهم إلى الله وخضع الابن لعملية الغسيل الدموى ثلاث مرات أسبوعياً، وبالطبع ترك العمل وجلس بالمنزل فى انتظار جلسة الغسيل مرة وراء الأخرى.. ومرت السنوات والأب يحاول أن يوفر لابنه مصاريف الانتقال والغذاء وأيضاً ثمن حقن الإيركس التى تعالج الأنيميا التى أصيب بها جراء عملية الغسيل الدموى ولكن مازاد الطين بلة أنه قد أصيب بارتفاع بأنزيمات الكبد وذلك نتيجة إصابته بالتهاب كبدى فيرس (B) ويحتاج إلى علاج دائم. عشر سنوات من العذاب وبارتفاع الأسعار وقلة الدخل أصبح الأب غير قادر على توفير متطلبات واحتياجات مرض ابنه وجاءت الأم تطلب المساعدة.. فهل تجد؟.. من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.