ربما لم تواجه عملية اختيار رئيس لصندوق النقد الدولى كل هذه الصعوبات مثلما تواجهه الآن عقب استقالة الفرنسى دومينيك شتراوس من رئاسة البنك على خلفية اتهامه بالتحرش الجنسى بامرأة فى أحد فنادق نيويورك. ويسعى ال 24 عضوا فى مجلس إدارة الصندوق وكذلك ال 187 دولة الأعضاء فى صندوق النقد الدولى إلى الوصول لصيغة ملائمة لاختيار خليفة لشتراوس فى ظل رغبة دول الاتحاد الأوروبى فى الاحتفاظ بالمنصب وفقا للتقاليد المتبعة منذ إنشاء الصندوق والبنك الدولى، بينما تطالبه الدول ذات الاقتصاديات الناشئة والدول النامية بأن يكون لها نصيب فى هذا المنصب وألا يقتصر على الأوروبيين، الأمر الذى ينبئ بحرب ضروس داخل صندوق النقد الدولى لاختيار رئيسه الجديد. وفى هذا السياق، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى .بى.سى» عن المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» قولها إن الأزمة جاءت فى وقت غير مناسب للأحداث فى إشارة للأزمة الاقتصادية التى تمر بها منطقة اليورو، مضيفة بأنه من حق الاقتصاديات الناشئة أن تحتل منصب مدير صندوق النقد الدولى والبنك الدولى، ولكن فى الوقت الحالى ومع هذه الأزمة الاقتصادية فإن وجود مرشح أوروبى سيكون له الأولوية. على صعيد متصل، نشرت ال «بى.بى.سى» قائمة بأسماء المرشحين لمنصب رئيس صندوق النقد الدولى، وتشمل وزيرة المالية الفرنسية «كريستين لاجارد» البالغة من العمر 55 عاما والتى تعد من أبرز المرشحين و أكثرهم قبولا فى حالة حفاظ الأوروبيين على المنصب. فهى تحظى بدعم ألمانى إنجليزى، كما تعد أول امرأة تترشح لرئاسة صندوق النقد الدولى، وتحظى لاجارد باحترام فى الأسواق العالمية نظرا لطريقة إدارتها للاقتصاد الفرنسى خلال الأزمة المالية التى ضربت الاقتصاد العالمى. يأتى فى المرتبة الثانية على المستوى الأوروبى «أليكس ويبر» الذى يبلغ من العمر «53 عاما» وهو رئيس سابق للبنك المركزى الألمانى (البوديسبنك) ما بين أبريل 2004 و 2011 وعضو سابق فى مجلس إدارة البنك المركزى الأوروبى. يأتى فى المرتبة الثالثة والأخيرة رئيس الوزراء البريطانى السابق «جوردن براون»60 عاما، والذى لا يحظى بدعم رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ولذا يجب عليه أن يسعى للحصول على دعم خارجى. ومن خارج القارة الأوروبية، يتصدر وزير الشئون الاقتصادية التركى «كمال درويش» المرشحين غير الأوروبيين، حيث يُنظر إليه على أنه أبرز مرشح لتولى هذا المنصب ويبلغ من العمر 62 عاما، ويعود إليه الفضل فى إخراج تركيا من الأزمة الاقتصادية التى ضربتها عام 2001. يليه الجنوب أفريقى «تريفور مانويل» الذى يبلغ من العمر 52 عاما، ويحظى باحترام كبير فى الأوساط المالية العالمية. عمل وزيرا للمالية فى جنوب أفريقيا ما بين 1996 و2009 وطالما نظر إليه على أنه خليفة محتمل لرئاسة صندوق النقد الدولى أو البنك الدولى. ومن القارة الأمريكية يتصدر المكسيكى «أوجستين كارستنس» 52 عاما. الذى عمل فى دوائر صنع القرار الاقتصادى بالمكسيك وأصبح محافظا لبنك المكسيك المركزى فى يناير 2010 بعدما تولى منصب كبير الاقتصاديين فى البنك، كما عمل نائبا للمدير التنفيذى فى صندوق النقد الدولى ما بين 2003 و 2006 قبل أن يعود إلى المكسيك لتنسيق البرنامج الاقتصادى للرئيس المكسيكى، فيليبى كالدرون. وأصبح لاحقا وزيرا للمالية. إلا أنه ربما تتراجع حظوظه بسبب تولى أمريكى آخر وهو «روبرت زوليك» رئاسة البنك الدولى (يستبعد أن يتولى شخصان من القارة الأمريكية رئاسة المؤسستين الماليتين الدوليتين). ومن آسيا يتنافس وزير المالية السنغافورى «ثارمان شانموجاراتنام» 54 عاما، الذى شغل منصب وزير المالية من 2007 حتى الآن. ويعد أول آسيوى يتولى منصب رئيس لجنة السياسات الاستشارية بصندوق النقد الدولى. ويليه «مونتيك سينج أهلواليا» 67 عاما، المستشار الاقتصادى لرئيس الوزراء الهندى مانموهان سينج والذى لعب دورا مهما فى الإصلاحات الاقتصادية فى الهند فى منتصف الثمانينيات. إلا أن سنه الكبير قد يقف حائلا أمام توليه هذا المنصب.