ردود الفعل الكبيرة والمدوية للتحقيق الذى بدأناه عن «ماذا يقولون عن فاروق حسنى» لم نكن نتوقعها.. واستجابة الكثير من المثقفين والمبدعين للإدلاء بآرائهم مازالت تتواصل وتتتابع.. ويبدو أن الثلاثة وعشرين عاماً التى احتلها حسنى وزيراً للثقافة وما اقترفه خلالها من كوارث ومشاكل، كانت عبئاً ثقيلاً على كاهل وضمير الثقافة والمثقفين، يحاولون التحقق منها والتبرؤ من أوزارها ونتائجها. يتلاعب فى مؤسسات الدولة أما الدكتور عبدالحكيم راضى فكان رأيه مختلفًا عما سبقه فقال: إن فاروق حسنى انجازه كان فى المجلس الأعلى للثقافة كنشاط الوزارة وبعض التعينيات، لكنه منذ سنة كان يتلاعب فى مؤسسات الدولة ومنها السيرك القومى فإنه كان يريد أن ينقل السير القومى إلى محافظة 6 أكتوبر بدون بناء مسرح جديد ويقوم بنقل الموظفين إلى الوزارة والعمل داخل الهيئات ونقل الحيوانات إلى حديقة الحيوان فهذه كانت جريمة إذا ارتكبت بهذه الصورة فإن فاروق حسنى مثل باقى الوزراء مثل جرانة والمغربى والعادلى وأى عاقل يلمح المؤامرة فى الموضوع إنه أحد قادة الخراب فى البلاد. ارتفاع أسعار لوحاته مجاملة أكد الدكتور نصار عبدالله استاذ الفلسفة والشاعر أن المثقف الحقيقى ضد الحرق لأى ثقافة فالفكر لا يضاهيه إلا فكر مثله، وهناك جانب منه تحوطه الشبهات لبعض مساعديه وله هو شخصياً وتضخم ثروته نتيجة ارتفاع اسعار لوحاته مجاملة له وأى مسئول فى أى مكان بالعالم كان لا يرتفع أسعار لوحاته بسبب أنه فى منصب كبير ومن المفروض أنه كفنان كان يرفض هذا، ومن سلبياته أيضاً أن هناك جزءًا من الانفاق لا يتوازى مع حجم الادخار مثل المؤتمرات التى كانت تعقد بشكل مكثف وليس لها جمهور كاف والمهرجانات التى يقيمها. إهدار للمال العام فنان مستنير وقوى الشخصية وذكى جدا وفى بداية عهده مع وزارة الثقافة كانت لديه طموحات ورؤى وأفكار جديدة، لكن مع مرور الوقت تحولت الطموحات والأفكار إلى مهرجانات واحتفالات ومعارض تحمل صبغة دعائية أكثر منها ثقافية وكان عدد المهرجانات السينمائية السنوية التى كانت تقيمها الوزارة أكثر من عدد الأفلام ، هناك إهدار للمال العام يجب أن يحاسب عليه لأنه المسئول أولا وأخيرا، فعندما فكرت وزارة الثقافة فى عمل فيلم سنيمائى قامت بإنتاج فيلم فاشل فنيا وبتكلفة إنتاجية مرتفعة ومبالغ فيها وهو فيلم المسافر الذى تكلف 22 مليون جنيه ولم تتحصل الوزارة من ورائه على أى ايرادات، بالإضافة إلى تشويه صورة السينما المصرية عندما عرض فى المهرجانات العالمية نظرا لضعفه الشديد وسوء مستواه. وهناك قضية أخرى متعلقة بحملة ترشيحه لليونسكو وكم الأموال الذى تم إنفاقها على هذه الحملة. وفى عهده انهار المسرح تماما وأهدر 34 مليون جنيه على مهرجانات المسرح التجريبى من خلال عروض لم تكن تحظى بإقبال جماهيرى. الثقافة بالنسبة له كانت عبارة عن مهرجانات وليس لتأهيل وبناء إنسان مثقف حتى المجلس الأعلى للثقافة تحول إلى مؤتمرات لا يحضرها أحد وجوائز الدولة الثقافية كانت تذهب فى أغلب الأحوال إلى بعض الأسماء التى لا تستحقها والمناصب الثقافية الكبرى كان يشغلها الكثير من أقاربه ومعارفه وقد ظلوا يشغلونها حتى ما بعد سن التقاعد القانونية. لم يكن يتابع مرؤوسيه الروائى فؤاد قنديل يقول: كانت لديه مشكلتان فى نظرى الأولى هى حسن الظن بالقيادات التابعة له مصحوبا بسوء اختيار الكثير منهم المشكلة الثانية لم يكن يقوم بمتابعة أداء مرؤوسيه وكان يتغاضى عن أخطائهم وأعتقد أن ذلك كان دافعه شخصيته الخجولة وهناك قيادات كثيرة أساءوا استخدام سلتطهم منهم من وقع تحت طائلة القانون مثل أيمن عبد المنعم ومحمد فودة وآخرين إلى الآن لم تطلهم يد العدالة وأعيب عليه أنه لم يعد ويجهز للصف الثانى من القيادات لذلك كان دائما ما يقوم بنقل بعض القيادات من مكان إلى آخر ثم يعيدهم مرة أخرى كلعبة الكراسى الموسيقية. إجمالا أرى أن أغلب السلبيات فى وزارة الثقافة سببها الكثير من القيادات الفاشلة ومن ثم ينسب هذا الفشل إلى فاروق حسنى لأنه هو الذى اختار هذه القيادات وكلفهم بالعمل. سيطر على صناديق التنمية أكد الدكتور مدحت الجيار الناقد الأدبى أن فاروق حسنى سيطر على صنادق التنمية الثقافية وبالتالى أصبح الوزير الأسبق مسيطرًا على الحياة الثقافية المصرية مدعومًا برضا الرئاسة والحزب واستطاع أن يعطى المثقفين ما يجعلهم راضين عنه من حيث المناصب واللجان والرواتب. وأشار إلى أن طول المدة التى قضاها فاروق حسنى فى الوزارة وثقة مجموعة من الوزراء فيه كوزير دائم بها جعلت بعض القيادات فى الوزارة من قام بمد يده ومن قام الموظفين فإقالته ولكن الوزير لم يقع فى أى مشكلة لأنه كان يحمل المسئولية للموظف الأول فى كل هيئة.