وصفت زيارة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف للسودان بالإشارات الاستراتيجية المهمة التى تصحح أخطاء العلاقات العربية والخارجية بشكل عام وإعطاء الأولوية للسياسة الجغرافية والإقليمية.. ولكن هل ستعيد هذه الزيارة تنفيذ مشروع مصر والسودان والكونغو لتعويض ما فقدته مصر فى اتفاقية مياه دول حوض النيل؟ علّق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على زيارة الدكتور عصام شرف للسودان بأنها مهمة للغاية وتستحق الإشادة والتقدير لمصر والسودان من علاقات خاصة وقد آن الأوان لإحياء هذه العلاقة.. وكان وزير الخارجية نبيل العربى قد ركز خلال مباحثاته فى الخرطوم وجوبا مع نظرائه على وضع إطار آلية التشاور المشترك بين الوزارات والاهتمام بملف مياه النيل والأوضاع فى منطقة القرن الأفريقى ومستقبل العلاقات بين شمال السودان وجنوبه، إضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية. وأكد الدكتور العربى أن مجمل اللقاءات اتسمت بالوضوح والصراحة وقد التقت وجهات النظر فيما يجب عمله خلال الفترة القادمة بما فى ذلك تعزيز ودفع العمل العربى المشترك لمواجهة التحديات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط. وجدد وزير الخارجية مواصلة مصر دعمها للأشقاء فى السودان خلال هذه المرحلة التى تشهد معالجات مهمة جنوب السودان والاستعداد لإعلان دولة الجنوب وحرص مصر على ضرورة استمرار الروابط الوثيقة التى تجمع الشمال والجنوب ومعهما مصر وبما يحقق السلام والتنمية والاستقرار فى المنطقة بأسرها. وأعلن الوزير أن مصر سوف تكون من أوائل الدول التى تعترف بدولة جنوب السودان بعد إعلان قيام الدولة بالجنوب فى شهر يوليو القادم وذلك فى إطار ترجمة الروابط التاريخية الوثيقة التى تجمع الأشقاء فى مصر والسودان. وكشف العربى عن تقديم مصر للجنوب برامج مختلفة للتدريب وتأهيل الكوادر البشرية ومساعدات فى مجالات الصحة والتعليم والبنى التحتية والدعم الفنى، كما جدد استعداد مصر لبذل المزيد من الجهود لدعم مساعى الأشقاء فى شمال وجنوب السودان وتعاونهما المشترك لتسوية القضايا العالقة بما يمهد لعلاقات سلام واستقرار وتنمية.. لكن يبقى السؤال المطروح هو إمكانية تنفيذ فكرة مشروع يغير وجه مصر للأبد وهو شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل بالسودان، خاصة فى ظل العلاقات المميزة بين مصر والكونغو.. التى تمتلك ثانى أكبر نهر فى العالم من حيث التدفق المائى بعد «نهر الأمازون»، حيث يلقى هذا النهر ما يزيد على ألف مليار متر مكعب من المياه بالمحيط الأطلنطى، بخلاف شلالات لتوليد الكهرباء تكفى القارة الأفريقية كلها.. وسبق أن طلبت الكونغو المساعدة من مصر فى هذا الموضوع - وبالتالى عند شق هذه القناة تستطيع مصر والسودان الحصول على كميات هائلة من المياه تعوض الضرر التى لحقها من اتفاقية دول حوض النيل.