بين أروقة المحكمة العليا الإسرائيلية الآن محاكمة تشهير ضد أحد أشهر الأفلام الفلسطينية الإسرائيلية التى تدين بشكل كبير الجيش الإسرائيلى وجرائم الحرب التى قام بها ضد الفلسطينيين فى الآونة الأخيرة وهو فيلم «جنين جنين» للمخرج المسرحى الفلسطينى الإسرائيلى «محمد بكرى». ويواجه فيلم «جنين جنين» الآن مطاردات عديدة من قبل الموساد والجيش الإسرائيلى فهو يعتبر من أهم الأفلام الوثائقية التى قام بإخراجها محمد بكرى عام 2002 من أجل تصوير الحقيقة حول ما حدث فى معركة جنين التى تمت بين الجيش الإسرائيلى والمقاتلين الفلسطينيين خلال عملية الدرع الواقى عام 2002، وطرح مسألة حدوث مجزرة فى مخيم جنين. تم عرض الفيلم فى عروض محدودة فى إسرائيل ثم تم تقديمه إلى لجنة مراقبة الأفلام الإسرائيلية من أجل الحصول على ترخيص للعرض التجارى لكن اللجنة رفضت الطلب بدعوى أن الفيلم يظهر وجهة النظر الفلسطينية فقط مما يشوه الحقيقة وبأن الفيلم يكاد يكون تحريضا ضد حق إسرائيل فى الوجود. لكن محكمة العدل العليا ألغت قرار اللجنة وسمحت بعرض الفيلم. كما أن هناك خمسة جنود إسرائيليين قاموا برفع دعوى على محمد بكرى بتهمة التشهير لكن المحكمة ردت الدعوى، غير أن الجنود استأنفوا دعواهم التى مازالت تدور فى حلقة مفرغة حتى الان لتعطيل عرض فيلم يزيل القناع المزيف ويكشف حقيقة الجندى الاسرائيلى الصهيونى المريض بالعنصرية. وعندما سئل بكرى عند وجوده فى أروقة المحكمه الإسرائيلية عن رأيه فى دعوى التشهير المرفوعة ضده قال «أنا لست آسفاً على فيلمى هذا فهذه عقيدة بلدى»، كما أنه ثار عند مواجهته أحد جنود الجيش الإسرائيلى الذين رفعوا ضده دعوى التشهير قائلاً «أنت مجرد كلب محرض.. من أنت؟ واصفاً اياه وبقية الجنود لوسائل الإعلام بالنازيين. واقترح المحامون المسئولون عن الدفاع عن قضية بكرى وعلى رأسهم أفيجدور فيلدمان بأن يعترف أن فيلمه ليس وثائقياً ويبدى أسفه ويعتذر عما حدث وإنهاء القضية، إلا أن بكرى رفض هذا الاقتراح، ومن الناحية الأخرى طالب محامى الجنود الإسرائيليين بإزالة بعض المقاطع من الفيلم. كما صرح بكرى بأن من يجب عليه أن يعتذر هو الجيش الاسرائيلى بأثره الذى يرتكب الجرائم ضد الفلسطينيين باستمرار، مشيراً إلى إنه عند زيارته لإيطاليا التى قام بها مؤخراً شعر كما لو انه فى بيته، فحتى أوساط الجالية اليهودية بروما كانوا يصلون من أجله يدعون له بالنجاح والانتصار على مجرمى الحرب الإسرائيليين.