تناولت الأسبوع الماضى الحديث عن جزء من ملفات الفساد فى «ماسبيرو» متناولا الأجور الخيالية التى يتقاضاها عدد من المسئولين والإعلاميين ومقدمى البرامج- وطالبت بضرورة الكشف عن هذه الأرقام، وعن الفجوة الهائلة بين ما يتقاضاه هؤلاء- وما يتقاضاه عموم موظفى «ماسبيرو»- وطالبت أولا بأن نبدأ بالتطهير قبل التطوير- أن نبدأ بالتطهير من خلال القضاء على الفساد المالى والإدارى الذى استفحل فى الإعلام المصرى فبلغ حجم التجاوزات نحو 12 مليار جنيه! طالبت أن يبدأ التطهير قبل أن يبدأ التطوير فى الأداء الإعلامى حتى يكون القادم أكثر طهارة وشفافية، وعندما طالبت ومعى العديد بذلك كانت الاستجابة على وجه السرعة وبمنتهى النزاهة والحيدة والشفافية مع كل الصرامة والقوة فى تنفيذ ذلك من جانب اللواء طارق المهدى المشرف على اتحاد الإذاعة والتليفزيون ولم استغرب الأمر، فالذى أعرفه عن اللواء المهدى ابن المؤسسة العسكرية، أن النزاهة والشفافية والانضباط صفات لم تفارقه ولن تفارقه وعندما أولاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة مسئولية الإشراف على اتحاد الإذاعة والتليفزيون- فإن المجلس قد قدم للإعلام المصرى نموذجا يحمل كل صفات رجال المؤسسة العسكرية التى وثق ويثق بها الشعب دائما. - الرجل عندما بدأ مشوار التطهير فاجأته الأرقام الخيالية- أذهلته المليارات التى تم إهدارها من جانب رموز الفساد الذين تولوا مسئولية الإعلام ال 30 عاما الماضية- أذهلته الأجور الخيالية التى بلغت الملايين والتى يتقاضاها المسئولون والإعلاميون ومقدمو البرامج إلى حد أن الرجل قد ترجم ذهوله أمام هذا الفساد بعبارات (جهل- غباء- تربح)! وله كل الحق فى ذلك ونحن معه. - ومن هذا المنطلق كانت قراراته حاسمة فى مواجهة هذا الكم الهائل من الفساد والذى تجاوز كل تصور أو خيال!! فأصدر قرارات عديدة فى مواجهة ذلك منها تخفيض رواتب العاملين فى البرامج، فسخ تعاقد محمود سعد مع التليفزيون، إيقاف كل البرامج الرياضية التى ينتجها أشرف الشريف، مع تقديم تقرير كامل بكل المخالفات المالية فى هذه البرامج إلى النائب العام. وقد بدأت مسيرة الإصلاح ومواجهة الفساد والتى يقودها اللواء المهدى وكل يوم سوف يظهر أمامه الجديد الذى سوف يجعله أكثر ذهولا. وفى الوقت نفسه أكثر شدة فى مواجهة كل فاسد وكل فساد. - ولكن دعونا نكشف عن أسرار هذه الرواتب الخيالية ولماذا يتم منحها سواء للمسئولين أو لعدد من مقدمى البرامج بأعينهم؟ هذه الرواتب الخيالية كانت مكافأة النظام لهم بعد الانتخابات الرئاسية فى 2005 فمعظمهم كان من بين أعضاء اللجنة الإعلامية للحزب الوطنىوالتى قادت الحملة الانتخابية للرئيس السابق- ثم جاءت المكافأة بإسناد عدد من البرامج التليفزيونية المهمة لهم وبهذه الرواتب الخيالية، ولأنهم أيضا كانوا مُحملين ومُكلفين بتنفيذ ملف التوريث إعلاميا لنجل الرئيس السابق- وهو أمر كان خافيا على الكثير- إلا من يهتم بالشأن الإعلامى منهجيا ليغوص ويحلل مضامين البرامج وتوجهاتها والتى فرّضت على المشاهدين أفكارا معنية خاصة بالحزب الوطنى- ودور لجنة السياسات وأمينها فى مجالات الإصلاح الاقتصادى والدفع بمعدلات التنمية وغيرها من الشعارات التى استخدمها الحزب ليرسخ مفهوم التوريث ويقره ليصبح مع مرور الأيام أمرا واقعا! - نعود لعملية التطهير والتى تتم داخل «ماسبيرو» لنشيد بالدور التى تقوم به نيابة الأموال العامة والتى تُجرى تحقيقاتها وتستدعى مسئولين لسؤالهم حول تهم إهدار المال العام والممارسات غير القانونية التى قام بها البعض ومنهم أسامة الشيخ- رئيس الاتحاد السابق- وإبراهيم العقباوى- رئيس شركة صوت القاهرة، وطبقا للبلاغات التى قدمها العديد من العاملين فى جهاز الإعلام مع فحص كافة العقود والأجور الخاصة بالبرامج والمسلسلات فى كل قطاعات الإعلام - ونيابة الأموال العامة ورجالها لا تزال تنتظر كل ما يستجد من بلاغات تتعلق بالفساد أو التربح وإهدار المال العام. - وعلى طريق التطهير والإصلاح الذى يتم على قدم وساق فى «ماسبيرو» فإن ما ينتظره بكل شغف العاملون فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون من اللواء طارق المهدى، هو الإعلان عن الهيكل الوظيفى الأكثر فعالية وانضباطا لجموع العاملين، وكذلك اللائحة المالية العادلة والموحدة، وهو ما يعكف على دراستهما حاليا اللواء طارق المهدى لوضع الأسس والبنود العادلة لإنجاز الهيكل واللائحة لإعلانهما والتى تحدث عنهما اللواء المهدى مؤخرا فأحدث حالة من الطمأنينة والارتياح بين جموع العاملين فى قطاعات الإعلام المختلفة. *** وأخيرا إذا كان الجهاز الإعلامى قد بدأ فى التطهير والقضاء على الفساد فلابد أن تتضمن الفترة القادمة وبتواز مع ذلك التوجه بخطى سريعة نحو عمليات التطوير للأداء الإعلامى نفسه ليعبر عن فكر الثورة ويتفاعل مع الجماهير ومتطلبات المرحلة الحالية والقادمة وحتى تعود ثقة المواطن فى إعلامه الوطنى كاملة، الثقة التى انتزعها كل من سيطروا على مقدرات الإعلام المصرى من عباقرة الجهل والفساد النشيط!