فيما يشهد الاقتصاد المصرى مرحلة انتقالية بعد أحداث ثورة 25 يناير التى أدت إلى إغلاق البورصة وتعطيل العمل بالبنوك وهروب بعض الاستثمارات الأجنبية للخارج، اجتمعت وزارة التعاون الدولى خلال الأسبوع الماضى مع عدد من سفراء الدول الأجنبية فى مصر للتباحث حول الدور الإيجابى المطلوب لشركاء مصر فى التنمية فى هذه المرحلة التاريخية الحرجة. وأكد نوريهيرو سفير اليابان فى مصر دعم حكومة اليابان للثورة المصرية ومكتسابتها، مشيراً فى هذا الصدد إلى تصريحات المسئولين اليابانيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية التى أكدت على دعم مصر الكامل وكشف عن دراسة اليابان لمقترحات الحكومة المصرية لمساهمة بلاده فى دعم مصر ومساندتها فى هذه اللحظات التاريخية. كما أكد فى الوقت نفسه على استمرار دفع مجالات التعاون بين مصر واليابان فى ضوء العلاقات القوية والمتميزة بين البلدين موضحاً أن عودة الجالية اليابانية بدأت بالفعل وستتم على مراحل وأنهم يتطلعون إلى الاستقرار الكامل للأوضاع. من جانبها أكدت فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى أن الوزارة شهدت حراكاً واسعاً الأيام الماضية من بعض سفراء دول العالم لدعم الاقتصاد المصرى فى اللحظة الراهنة بناء على اهتمام الحكومة المصرية الحالية بتوفير المزيد من فرص العمل والسعى لإنعاش الاقتصاد المصرى وجذب الاستثمارات الأجنبية مشيرة إلى استقبالها سونغ أى قوه سفير جمهورية الصين الشعبية الجديد لدى مصر فى إطار بحث تعزيز علاقات التعاون بين الحكومتين وكذا سبل تطويرها وتعميقها. من جانبه أكد السفير الصينى أن مصر تعد من أهم المناطق الجاذبة للاستثمارات الصينية، مشيراً إلى أنه بالرغم من الاضطرابات التى شهدتها البلاد فى الآونة الأخيرة لايزال عدد كبير من الشركات الصينية فى مصر تعمل بشكل طبيعى ويعمل بها الآلاف من المصريين موضحاً أن اهتمام المستثمرين الصينيين بمواصلة العمل والاستثمار فى مصر مستمر وكشف عن اهتمام الصين بإنجاز مشروع تطوير المنطقة الاقتصادية بشمال غرب السويس الذى يحظى باهتمام العديد من المستثمرين الصينيين ومن المتوقع أن نجاح هذا المشروع سيحول هذه المنطقة إلى مناطق لجذب الاستثمار الأجنبى مما سيساهم بشكل كبير فى دفع عجلة الاقتصاد المصرى وخلق المزيد من فرص العمل. ومن ناحية أخرى التقت أبو النجا عثمان محمد عمر سفير اريتريا الجديد فى القاهرة الذى أكد على تطلع بلاده لدفع علاقات التعاون الثنائى بين مصر وأريتريا فى مختلف المجالات خاصة فى هذه اللحظة التاريخية التى تعيشها مصر مؤكداً دعم بلاده لدور مصر فى محيطها الإقليمى، بينما أشارت أبو النجا من ناحيتها إلى أهمية تكثيف جهود البلدين لتعزيز دفع مجالات التعاون فى الثروة السمكية، والزراعة، والتعدين، وكذا مجالات الكهرباء والطاقة، والصحة والدواء، والسياحة. واستمرارا لمد يد العالم لمصر اجتمعت وزيرة التعاون الدولى مع مايكل بوك سفير ألمانيا فى مصر والذى أكد وقوف الشعب والحكومة الألمانية بجوار مصر فى الظروف الراهنة مضيفاً أن برلين رفعت الحظر الذى كان مفروضاً على سفر المواطنين الألمان إلى البحر الأحمر مؤكداً أن الغالبية العظمى من الاستثمارات الألمانية فى مصر لم تتوقف كما حثت أبو النجا السفير الألمانى على تشجيع السياحة الألمانية إلى مصر. وفى سياق آخر أبدى المكتب الإقليمى لبرنامج الغذاء العالمى -إحدى وكالات الأممالمتحدة المسئولة عن تقديم المساعدات الغذائية من خلال توظيف الغذاء لتلبية احتياجات الطوارئ- استعداده للتعاون الكامل مع الحكومة المصرية للخروج من الأزمة الحالية بما يتوافق مع رؤية وأوليات الحكومة المصرية، كما أفاد أنه يقوم حالياً بمتابعة عملية توزيع المواد الغذائية لأطفال المدارس فى محافظتى أسيوط وسوهاج.