توفى الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان المصرى السابق الخميس الماضى ، عن عمر يناهز 88 عاما، بعد صراع طويل مع المرض. والذى وصفه البعض بأنه مدبر الهجوم الناجح على خط بارليف فى حرب 1973 ولد الفريق سعد الدين الشاذلى فى قرية شبرتنا مركز بسيون فى محافظة الغربية عام 1922 ، كان والده من الأعيان ، وابن عم والده هو عبد السلام باشا الشاذلى مدير مديرية البحيرة. ينتمى الفريق الشاذلى لعائلة عسكرية، وقد مات جده وهو يقاتل فى حروب اسماعيل باشا فى السودان، وشارك أفراد من عائلته فى الثورة العرابية وثورة 1919 ، وانقطعت صلة العائلة بالحياة العسكرية بعد انكسار الثورة العرابية والاحتلال البريطانى لمصر عام 1882لتعود الصلة بالتحاق احد افراد العائلة بالكلية الحربية عام 1933 ثم التحاق الفريق الشاذلى بها عام 1939. أصبح الفريق الشاذلى ضابطا برتبة ملازم فى يوليو 1940، ثم انتدب للخدمة فى الحرس الملكى عام 1943. فى عام 1954 ترأس الفريق الشاذلى أول كتيبة لقوات المظلات فى الجيش المصرى. وفى عام 1960، ترأس القوات العربية المتحدة فى الكونغو ضمن قوات الأممالمتحدة. وعين ملحقاً عسكرياً فى لندن (1961-1963) وقائداً للقوات الخاصة (1967-1969)؛ ثم قائداً لمحافظة البحر الأحمر (1970-1971). وفى 16 مايو 1971، أصبح الشاذلى رئيساً للأركان بالقوات المسلحة المصرية وظل فى هذا المنصب حتى 12 ديسمبر 1973. اكتسب الشاذلى سمعته الطيبة فى الجيش لأول مرة فى عام 1941. وعندما قررت القياده المصريه البريطانية المشتركه الانسحاب من مرسى مطروح، شكلت مجموعة مؤخرة مهمتها تدمير المعدات والمخزونات التى اضطرت القوات المصرية إلى تركها عند انسحابها من المنطقة بقيادة النقيب رشاد دانش وكان الملازم سعد الشاذلى ضمن هذه المجموعة. وأبدى الشاذلى تميزاً مرة أخرى فى عام 1967 عندما رأس «مجموعة الشاذلى» – وهى حملة مكونة من القوات الخاصة لحراسة منطقة وسط سيناء (بين المحور الأوسط والمحور الجنوبى). نتيجة لفقدان الاتصال بين الشاذلى وبين قيادة الجيش فى سيناء، فقد اتخذ الشاذلى قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الاراضى الفلسطينية المحتله بحوالى خمسة كيلومترات وبقى هناك يومين إلى أن تم الاتصال بالقيادة العامة المصرية التى اصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورا. فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو كان قد نجح فى العودة بقواته غرب القناة. وفى عام 1973، عندما بلغ قمة حياته الوظيفية العسكرية، اختلف مع السادات حول إدارة العمليات العسكرية. فقام السادات بعزله من الخدمة العسكرية وعينه سفيراً فى إنجلترا ثم سفيراً فى البرتغال. وفى عام 1978، عارض الفريق الشاذلى اتفاقية «كامب ديفيد» ووجه لها انتقادات حادة ، مما أدى إلى فصله من منصبه ، فعاش فى المنفى لعدة سنوات وهناك قدم العديد من المؤلفات الهامة منها حرب أكتوبر والخيار العسكرى العربى والحرب الصليبية الثامنة، وأربع سنوات فى السلك الدبلوماسية.