تشهد مصر حالياً توسعاً فى الزراعة اللاأرضية.. أى الزراعة بدون أرض والتى يمكن تطبيقها فى جميع أنواع الأراضى حتى غير الصالحة منها فى الزراعة، وفى ظل ندرة المياه والتوسع الكبير فى الرقعة الزراعية لمواجهة الزيادة السكانية المستمرة. فالزراعة اللاأرضية تعد هى الحل الأمثل لجميع مشاكل الزراعة التقليدية حيث لا تدخل الأرض الزراعية كجزء من منظومة الانتاج بل تمثل فقط دعامة يثبت عليها نظام الزراعة اللاأرضية.. فهذا النوع من الزراعة هو الحل الامثل خاصة إذا كانت الأرض موبؤة بالحشائش وتحتاج إلى مبالغ طائلة للتغلب عليها بصورة فعالة، أو إذا كانت التربة موبؤة بالأمراض وتحتاج إلى وسيلة جيدة لتعقيم التربة فى ظل غياب غاز بروميد الميثيل والذى كان يتم استخدامه فى تعقيم التربة الزراعية، تم منع إنتاجه واستخدامه على مستوى العالم لما ثبت له من أضرار جسيمة على الصحة العامة وعلى البيئة. ويعانى العديد من الأراضى مشكلة ارتفاع الماء الأرضى أو رداءة نظام الصرف الموجود ووجود طبقات صماء، وارتفاع نسبة الملوحة، ووجود أراض صخرية صلبة تصعب زراعتها كلها يمكن تحويلها إلى أراض منتجة باستخدام الزراعات اللاأرضية. وفى حالة الزراعات الهوائية تنمو جذور النباتات معلقة فى حيز مظلم تتعرض فيه لرزاز من الماء المخلوطة معه العناصر السمادية المختلفة ويمكن أن تأخذ الزراعات الهوائية الشكل الهرمى للمساعدة على التكثيف الرأسى وتعظيم الانتاجية أو الشكل المسطح حتى يتلاءم مع نمو النباتات الطويلة التى تحتاج إلى حيز رأسى أكبر. ويمكن كذلك زراعة النباتات فى البيئات الزراعية والتى تمثل مصدر تدعيم لجذور النباتات ويوجد مدى واسع من البيئات التى يمكن استخدامها فى الزراعة اللاأرضية فمنها البيئات العضوية مثل البيت موس وألياف جوز الهند وسرس الأرز وقشر الفول السودانى إلخ.. ومنها البيئات غير العضوية مثل الرمل والبرليت والفيرموكيوليت.. والخفاف.. الخ.. تختلف انظمة البيئات فيما بينها على حسب شكل حاوية الزراعة فمنها الأكياس.. الخنادق، الأصص الحاويات وغيرها وتمكن زراعة جميع النباتات باستخدام تقنية الزراعة اللاأرضية حيث يمكن انتاج نباتات الخضر مثل الفراولة والطماطم والخيار والكنتالوب والبطيخ والبطاطس والملوخية والخس والفاصوليا.. الخ. كما يمكن انتاج شتلات الفاكهة المختلفة واشجار الفاكهة مثل العنب والموز وغيرهما. ويمكن أيضاً انتاج زهور القطف مثل القرنفل،الجرابيرا، الورد.. الخ.. بجانب نباتات الزينة المختلفة سواء كانت للتزيين الداخلى أو الخارجى بالإضافة إلى النباتات الطبية والعطرية مثل النعناع والريحان والبردقوش والزعتر.. بجودة مرتفعة. ومن جميع ما سبق يمكن اعتبار تقنية الزراعة اللاأرضية نظاماً زراعياً متكاملاً يمكن التحكم فى مدخلاته سواء نمو الجذور والمياه المستخدمة والمحلول المغذى وأنواع الأسمدة وموعد الزراعة والكثافة النباتية مما يقلل من الضرر والفقد فى الإنتاج وتعظيم العائد. وبذلك تمثل الزراعات اللاأرضية مستقبل الزراعة فى مصر فى ظل تناقص كميات المياه والرغبة فى التوسع فى استصلاح الأراضى الجديدة حيث يندر وجود المياه.