وسط مشاعر الحزن على ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية وفى لقاء ظللته مشاعر الوحدة الوطنية والحب والإخاء التقى قداسة البابا شنودة الأسبوع الماضى بفضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف وفضيلة الشيخ على جمعة مفتى الجمهورية الذين ذهبوا جميعاً فى وفد إسلامى رفيع المستوى لتقديم واجب العزاء فى شهداء الحادث الذين وصفهم فضيلة الإمام الأكبر بأنهم شهداؤنا جميعاً مشدداً على أن الحادث استهدف أمن مصر أولاً وأخيراً. وبحث الاجتماع كيفية الاجراءات اللازمة لمنع وقوع مثل هذا الحادث مستقبلاً وشدد الجميع على ضرورة التحلى بالحكمة فى مواجهة هذا الحادث الغريب على مصر مؤكدين على أن هناك يدا خارجية هى التى دبرت وخططت خارج مصر للحادث الذى تم تنفيذه داخلها وراح ضحيته 22 شهيداً وما يقرب من 97 مصاباً من المصريين مسلمين وأقباطا. وفى المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب الاجتماع أكد فضيلة الأمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أنه على الرغم من أننا لا نعرف من وراء هذه الكارثة فإننى أجزم بأن المصريين بطبيعتهم المصرية لا يمكن أن يشتركوا فى أمر كهذا ولا يقبلونه أبداً، اللهم إلا إذا كان هناك مصرى استلبت مصريته وطبيعته وتشوهت مشاعره وأفكاره نتيجة ارتباطه بجهات أجنبيه، وأضاف فضيلته أنه يعتقد أن هذه الكارثة استهدفت أمن المصريين جميعاً واستهدفت أمن الشارع المصرى ومن هنا يجب على المصريين جميعاً أن يضعوا أيديهم فى أيدى بعض وكما كان يحدث من قبل يتعانق الهلال مع الصليب فى التصدى لمثل هذه المؤمرات التى إن طالت المسيحيين اليوم فغداً لن تفرق بين مسلم وقبطى. من جهته أكد قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على أنه قرر ومنذ اللحظات الأولى للحادث إقامة صلاة العيد مهما كانت الظروف مشدداً على أن مثل هذه الاحداث لن تمنعنا من الاحتفال بميلاد السيد المسيح الذى لابد أن نحتفل به تحت أى ظروف أو مشاكل أما من جهة دماء أولادنا فإن استقبالهم الموت بهذه الطريقة يفتح لهم باب الفردوس. وأشار البابا إلى أن عدم الصلاة يعنى أننا لا نحتفى بميلاد السيد المسيح وفى نفس الوقت سيزيد الأمور خطورة وتوترا ولا ينفع بشىء بل على العكس سيسبب حرجاً للكل وشدد البابا على ضرورة التصرف بحكمة فى هذه الظروف وأضاف أن حزننا على أبنائنا لا يمنع من التصرف بحكمة، مشيراً إلى أن الموت يقرب الإنسان إلى الله ولا يبعده عنه. ووجه البابا التعزية لأهالى الضحايا قائلاً لهم ينبغى أن تفرحوا أن أولادكم فى السماء مؤكداً على أن كل البلد من أولها لآخرها متعاطفة مع أسر الضحايا وربنا يعزيهم.. وأكد البابا أن الجميع يفكر فى حل المشكلة من جذورها، مشيراً إلى أن السيد الرئيس أكد فى كلمته أن الامن القومى للبلد هو أول اهتماماته وانه طالب بتعقب الجناة ومعاقبتهم. من جهته أكد د. محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف أن الموقف الإسلامى فيما يتعلق بعلاقة المسلمين بالمسيحيين واضح جداً فى القرآن الكريم من أنهم أقرب الناس مودة للمسلمين وهذا نص قرآنى لا يستطيع أحد أن يغيره أما فيما يتعلق بحماية الكنائس من وجهة النظر الإسلامية فأكد على أن هذا واجب وفرض على المسلمين لأن الكنيسة مكان يذكر فيه اسم الله وأى مكان يذكر فيه اسم الله سواء كان مسجداً أو كنيسة أو حتى معبدا يهوديا لابد من حمايته وهذا فرض على المسلمين. وأخذ فضيلة شيخ الأزهر طرف الحديث مؤكداً أن الهدف من الزيارة كان أولاً تقديم واجب العزاء إلى اهالينا الذين سالت دماؤهم فأرجو ألا يصور الأمر على أنه فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين فى مصر أو بين الإسلام والمسيحية فهذا ليس حقيقيا مطلقاً فمن ضرب الكنيسة بالأمس هو الذى دمر المساجد فى العراق وتساءل ألم يقتل المسلمون فى المساجد هناك؟ كم ألفا سالت دماؤهم وهم يزورون مراقد الشيعة؟ وكم ألفا سالت دماؤهم فى مساجد السنة؟ إذن إرهاب لا يفرق بين مسجد وكنيسة أنه يضرب الاستقرار فإذا لمس ان هناك توتراً بين طائفتين فهذا هو مدخله السهل. وأكد شيخ الأزهر أن الذى حدث فى الإسكندرية ليس مواجهة بين إسلام ومسيحية ولكن هو مواجهة بين الإرهاب من جهة وبين الشعب المصرى كله.