بالرغم من تعرض الكثير من دول العالم خلال عام 2010 للكوارث الطبيعية من زلازل وأعاصير وفيضانات وبراكين وحرائق، إلا أن سكان هايتى كانوا ومازالوا الأكثر معاناة وبؤسا .. فذلك البلد الكاريبى الفقير الذى لم يتعافَ بعد من آثار الزلزال المدمر الذى ضربه مطلع العام الماضى وأدى إلى وفاة 230 ألف شخص على الأقل وتشريد مليون آخرين مازالوا يعيشون فى مخيمات للاجئين يعانى منذ منتصف أكتوبر الماضى من تفشى وباء الكوليرا والذى تقول البيانات الصادرة عن وزارة الصحة العامة فى هايتى إنه حصد حتى الآن أرواح أكثر من 2700 شخص دون أن يظهر أى مؤشرات للتراجع، فيما أصيب 130 ألفاً بالمرض. وتخشى فرق الإغاثة الدولية أن يكون عدد الوفيات والإصابات الفعلية أكبر بكثير مما تم الإبلاغ عنه ذلك أن الكوليرا تنتشر فى الأحياء الفقيرة والمناطق الريفية حيث يتعذر على السكان الوصول إلى المستشفيات والعيادات. والمؤسف أن الوباء مازال متفشيا وينتشر بشكل أسرع مما كان متوقعا نتيجة لتدهور الظروف الصحية والافتقار إلى المياه النظيفة وتأخر المساعدات الدولية حيث لم تحصل هايتى حتى الآن إلا على نسبة 20% فقط من المساعدات التى دعت الأممالمتحدة إلى تقديمها إلى هذا البلد المنكوب، والتى تقدر ب 164 مليون دولار. ومازالت هناك حاجة ملحة إلى المزيد من مراكز علاج الكوليرا والمزيد من الطواقم الطبية. وقد حذرت الأممالمتحدة من إمكانية استفحال الوباء حيث لا يستبعد المسئولون الطبيون ارتفاع عدد المصابين إلى 650 ألفا خلال الأشهر الستة المقبلة، بل يتوقع الخبراء فى مجال الصحة استمرار تهديد الوباء لهايتى مدة أطول مما كان يعتقد ذلك أن البكتيريا تظل على قيد الحياة فى المناطق المدارية مدة أطول منها فى المناطق الأخرى، ويمكن أن تستعيد نشاطها وحيويتها ثانية خلال موسم الأمطار الذى يحل قريبا، الأمر الذى يزيد من شقاء السكان فى تلك الدولة التى تعتبر الأفقر فى النصف الغربى من العالم حيث يبلغ عدد سكانها نحو عشرة ملايين نسمة يعيش 80% منهم على أقل من دولارين يوميا.