بعد النجاح الذى حققته حركة «حفل الشاى» المحافظة والمناهضة لسياسات الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر الماضى، والذى جعل مجلة «تايم» تختارها فى المركز الثانى فى قائمتها لشخصية عام 2010، صعد اسم سارة بالين مرشحة الحزب الجمهورى لمنصب نائب الرئيس فى الانتخابات الرئاسية لعام 2008، باعتبارها القوة التى ساعدت بمساندتها لمرشحى الحركة فى إكسابهم الشعبية لدى الرأى العام، وبدأ اسم بالين يتردد كمرشحة محتملة فى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. ولكن البعض يرى أن بالين التى تنتمى لتيار المحافظين فى الحزب الجمهورى هى التى سعت إلى الاستفادة من الحركة فى تعزيز شعبيتها والعودة إلى الساحة السياسية الأمريكية. وكانت بالين بعد استقالتها من منصبها كحاكمة لولاية ألاسكا فى يوليو 2009 قد عادت إلى الأضواء بكتابها «المروق» والذى تصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا فى الولاياتالمتحدة. ومن وقتها عملت على تكثيف وجودها على الساحة الأمريكية وإلقاء المحاضرات والانتشار عبر الاستخدام الكثيف لمواقع التواصل الاجتماعى على الانترنت. وفى محاولة لتوسيع نطاق جاذبيتها، لجأت بالين ذات السادسة والأربعين عاما إلى الظهور مؤخرا فى برنامج ينتمى إلى تليفزيون الواقع بعنوان « سارة بالين – ألاسكا» ويتناول جمال الطبيعة فى ولاية ألاسكا. وأنهت بالين عام 2010 بإصداركتابها الثانى « أمريكا فى القلب» والذى وصفه النقاد بأنه أولى معارك بالين لطرح اسمها كمرشح للحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية القادمة لمواجهة أوباما. وفى إشارة منها إلى احتمال سعيها للفوز بترشيح الحزب الجمهورى لتلك الانتخابات، قالت بالين فى مقابلة تليفزيونية مع شبكة ABC أذيعت فى التاسع من ديسمبر إنها تعتقد أنه بإمكانها الفوز على الرئيس أوباما فى الانتخابات. وقد استهلت كتابها الجديد بتوجيه انتقادات شديدة اللهجة إلى أوباما وزوجته ميشيل وطريقة إداراته للولايات المتحدة. ومن ضمن انتقادات بالين لأوباما اعتذاره عن أخطاء أمريكا، ما اعتبرته عدم شعور بالفخر كونه أمريكيا. ولكن حتى لو استطاعت بالين الحصول على تزكية الحزب الجمهورى فلا يعنى ذلك تمكنها من الفوز فى الانتخابات الرئاسية فبالرغم من الشعبية الكبيرة التى تتمتع بها فى الأوساط المحافظة، فإنها لا تحظى بدعم كبير بين عموم الناخبين الأمريكيين حيث كشف استطلاع للرأى أجرى مؤخرا أن 52% منهم لديهم انطباع سيئ عنها.