امتلأت الصحف الإسرائيلية فى السنوات الأخيرة بمواضيع تتعلق بمدى اهمية أراضى غور الأردن لدى إسرائيل، حيث لاقت اقبالا كبيرا من جانب الرأى العام الاسرائيلى، والتى تدعو إلى الاستيلاء على تلك الأراضى، مثل «يجب أن تبذل إسرائيل أقصى ما لديها من جهود لتوسيع الحدود الشرقية»، و«الجبهة الشرقية تهدد دولة اسرائيل»، و«لسنا مجبورين على استكمال محادثات السلام ونحن على أعتاب حرب أخرى» وهى حرب احتلال أراضى غور الأردن التى اعتبرتها «إسرائيلية» منذ احتلال الضفة الغربية فى حرب 1967. بناء عليه أكد مسئولون أمنيون بجيش الاحتلال الاسرائيلى الشهر الماضى لوسائل الاعلام الاسرائيلية أن أمريكا قدمت اقتراحاً للحكومة «الإسرائيلية» باستئجار اراضى غور الأردن لمدة سبع سنوات، وافق عليه بنيامين نتنياهو، ولكن أكد أحد وزرائه أن حكومة إسرائيل ترفض أية مدة تقل عن 99 عاما لاستئجار الاراضى، جاء ذلك عندما بعث رئيس الولاياتالمتحدهالامريكية باراك أوباما الشهر الماضى رسالة الى رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو تتضمن دعمه للتواجد العسكرى الاسرائيلى فى غور الأردن لفترة طويلة كجزء من التسوية النهائية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن باراك أوباما أراد اقناع نتنياهو فى هذه الرسالة بأن أمن إسرائيل سيصبح متوقفا على التزامها بتجميد المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية ل 60 يوما آخرين،لضمان استمرار المفاوضات فى الفترة القادمة، حيث اعطى صائب عريقات مهلة للولايات المتحدة حددتها لجنة متابعة مبادرة السلام العربية فى 9 أكتوبر الماضى لمدة شهر لاقناع اسرائيل ايقاف الاستيطان مقابل استمرار المفاوضات، وبعد انقضاء المهلة التى حددتها اللجنة صرح عريقات خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضى بإعطائه مهلة إضافية لعدة أسابيع أخرى للجانب الأمريكى. كما أضافت الصحيفة أن مسألة الترتيبات الامنيه لدى اسرائيل وخاصة فى وادى الأردن ،تشكل عائقاً كبيراً أمام اى تطلعات مستقبلية لدى السلطة الفلسطينية وخاصة الحلم الفلسطينى ببناء دولة فلسطينيه فى المستقبل، ولكن على الصعيد الآخر لاقى اقتراح الولاياتالمتحده رفضا شديدا من قبل السلطة الفلسطينية حيث اكد السياسى الفلسطينى نبيل شعث أن (الجانب الفلسطينى لم ولن يقبل تأجير أرض أو ممتلكات فلسطينية لإسرائيل). وواصفاً الأنباء التى بثتها إذاعة الجيش الاسرائيلى فى شأن استئجار غور الأردن بأنها «بالونات اختبار». كما أضاف (نحن نتفاوض على إزالة الاحتلال بصورة كاملة عن أرضنا، وأى استئجار للأرض يكون قبولاً بالاحتلال. وهو امر لن يحصل ولن نقبله)، جاء هذا فى الوقت الذى أفادت فيه مصادر امنيه اسرائيليه أن المخاوف التى تواجه بنيامين نتنياهو الآن هى أن تقام دولة فلسطين دون وجود أية ترتيبات أمنية إسرائيلية واسعة النطاق، حتى لا تشكل هذه الدولة أى تهديد لأمن اسرائيل بعد ذلك، كما أن الحدود الشرقية مع الاردن تشكل اكبر مخاوف نتنياهو فى المستقبل، على حد تصوره.