أثير فى الفترة الأخيرة الكثير من علامات الاستفهام حول مستوى البرامج بالفضائيات الرياضية .. فبدلا من القيام بدورها فى إثراء الإعلام الرياضى والاضافة إليه تفرغت لتبادل الاتهامات فيما بينها، بل وتعدى الامر الى عدم الالتزام المهنى لمقدمى البرامج اللذين فضلوا مصالحهم الشخصية لتحقيق مآرب خاصة .. وأصبح الجذب الاعلانى هو الشغل الشاغل لاصحاب هذه القنوات لتحقيق المكسب السريع وان كان على حساب قيم المجتمع وتقاليده. فعلاء صادق يستقيل على الهواء مباشرة بعد وصلة هجاء انتقد فيها زملاءه بالقناة الخاصة التى يعمل بها ووصفهم بالجهلاء.. وبعدها خلع المايك وغادر الاستوديو.. وعلى اثر خلاف فى وجهات النظر حول تقييم مستوى اداء المنتخب فى تصفيات كأس العالم الاخيرة وملابسات خروجه يصف مدحت شلبى الدكتور علاء صادق بأنه بغبغان وقزم.. وفى احدى البرامج الرياضية وعلى الهواء مباشرة يفلت الزمام من مقدم البرنامج الدكتور مصطفى عبده ويتفوه ضيفه احمد رفعت عضو مجلس ادارة نادى الزمالك المعين بالفاظ نابية فى حق اللاعب حازم إمام فى بادرة غريبة على الوسط الرياضى المصرى.. وعلى اثر مابدر من أحمد شوبير فى أحد برامجه تجاه اتحاد الكرة المصرى واتهام رموزه بالتواطؤ مع مثيرى الشغب فى مباريات المنتخب تتخذ وزارة الاعلام قرارا بمنعه من الظهور فى القنوات الرسمية للدولة سواء فى الاذاعة او التليفزيون .. وتشير أصابع الاتهام دائما الى خالد الغندور بالتحيز للزمالك فى برامجه مما يعزز مفهوم التعصب عند الجماهير ويبقى أداء ابراهيم حجازى لغزا محيرا فى قناة النيل للرياضة محيرا بين تلقائية الأداء والبعد عن تقاليد العمل الاعلامى للمذيع المحترف. يقول الدكتور محمود شكرى رئيس اتحاد رفع الاثقال ان مستوى أداء القنوات الرياضية الخاصة غير مقنع إلى الآن.. فمعظم البرامج تعالج قضايا الرياضة بسطحية وارجع ذلك فى المقام الأول الى ضعف المستوى الثقافى والمعرفى لبعض مقدمى هذه البرامج ودليل ذلك الأزمات المفتعلة التى كادت أن تعكر صفو علاقتنا ببعض الأشقاء العرب . ويتفق الدكتور على حسب الله رئيس اتحاد الريشة الطائرة فى الرأى مع شكرى ويضيف أن تركيز القنوات الرياضية على كرة القدم بنسبة قد تتجاوز ال 90% من برامجها يعد قصوراً فى فهم دور رسالة الاعلام الرياضى.. كما أن التناحر والخلافات بين مقدمى البرامج الرياضية وشخصنة الامور يعد نوعا من انواع الضعف المهنى وعدم الاحترافية. وفى هذا السياق أوضح الخبير الإعلامى هشام رشاد مدير عام البرامج الرياضية بالتليفزيون المصرى ان البرامج الرياضية حريصة على تقديم رسالتها الاعلامية على أكمل وجه.. وشدد رشاد على اختلاف اداء الاعلام الرياضى بالتليفزيون عن القنوات الخاصة، فالتليفزيون مثلا يعطى اولوية خاصة لنقل مباريات كرة القدم ولكنه لايهمل نقل بطولات الالعاب الاخرى كاليد والسلة والطائرة والبولينج والفروسية وغيرها من الالعاب المختلفة وذلك لإرضاء كافة اذواق المشاهدين عكس القنوات الخاصة التى نادرا ما تهتم بنقل الالعاب الاخرى ولكن ينصب اهتمامهم على كرة القدم لما لها من جذب اعلانى وما تحققه من مكاسب مادية. واتفق مصطفى حسين رئيس قناة النيل للرياضة فى الرأى مع رشاد واضاف ان وجود القنوات الخاصة فى المجال الرياضى اثرى المنافسة ولكننا فى النيل للرياضة دائما نسعى للتطوير والريادة دون النظر للقنوات الخاصة .. ونظرا لاهتمام الاعلام المصرى بالحفاظ على الريادة سنطلق قناة رياضية ثانية فى القريب العاجل، وأضاف حسين أن هناك سياسة عامة للقناة يتم تنفيذها من خلال البرامج المقدمة وهناك سقف محدد لحرية مقدمى البرامج ولانسمح مطلقا بالتجاوز لاننا فى النهاية نحقق رسالة اعلامية تهدف فى المقام الاول الى الارتقاء بالذوق العام والحفاظ على تقاليد المجتمع وعاداته الاصيلة. وعلى جانب آخر أوضح أيمن يونس نجم مصر والزمالك السابق ونائب العضو المنتدب لقنوات مودرن ان اداء الفضائيات بكل صراحة يخضع لآليات العرض والطلب فصاحب القناة على سبيل المثال او اصحاب الشركات المعلنة لايريدون الخسارة فمثلا من المستحيل أن ننقل مثلا بطولة للعبة فردية ونترك مباراة لكرة القدم.. لأن العائد من اذاعة ختام بطولة للعبة أخرى غير كرة القدم بين الاهلى والزمالك يقل عن عائد مباراة فى كرة القدم بين اى ناديين فى الدورى الممتاز . وأوضح يونس أن انتشار الفضائيات فى الفترة الأخيرة كان من نتاجه وجود العديد من السلبيات التى من اهمها انخفاض المستوى المهنى لبعض مقدمى البرامج ولكن مع الوقت سيكون البقاء للأصلح، وأضاف محمد نصر الدين كبير مخرجى قناة مودرن سبورت ان تجربة الاعلام الخاص ماكانت ستظهر الى النور لولا الاستعانة بأبناء التليفزيون المصرى، واثبتت التجربة ان البرامج المميزة بالقنوات الفضائية ليست وليدة الصدفة ولكنها نتاج عمل وجهد راق.. ولكن مع كل جديد لابد من ظهور بعض السلبيات ولاشك ان القائمين على ادارة القنوات الخاصة يبذلون قصارى جهدهم لتلافى السلبيات والظهور فى افضل صورة لان مايقدمه الاعلام الرسمى للدولة والقنوات الخاصة يعطى انطباعا للعالم الخارجى عن واقع المجتمع المصرى.