كثيرا ما تطرأ أزمات رياضية متعارف عليها فى كل الساحات الرياضية ببلاد العالم.. ولكن ما يحدث مؤخرا فى الرياضة المصرية يثير الدهشة والكثير من علامات الاستفهام. فبدل تفرغ مسئولى الأندية والاتحادات الرياضية فى أداء مهامهم لرسم السياسات وتصور آليات تنفيذها تفرغ البعض منهم لإعلاء مصالحهم الشخصية وأهملوا تقاليد العمل العام وأصوله، ووصل الأمر فى الآونة الأخيرة إلى التهور والخطأ. فمن المثير قيام أحمد رفعت عضو مجلس إدارة نادى الزمالك والمشرف العام على فريق الكرة بصفع اللاعب حازم إمام الصغير على وجهه وقبل أن تهدأ الأمور يتعرض له ولأسرته بتصريحات مسيئة فى إحدى القنوات الرياضية.. ومن الغرائب طلب اللواء نبيل ثروت رئيس مجلس إدارة نادى الشمس المنتخب بحل مجلس إدراته بعد فقد السيطرة على أعضاء المجلس وتكتلهم ضده.. وفى كرة اليد يقرر الاتحاد الأفريقى برئاسة البنينى منصور واسيمو ايقاف طارق الدورى عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى ثلاث سنوات وتغريمه 1600 يورو على إثر تشابكه باليد مع مندوب الاتحاد الافريقى لاختلاف فى وجهات النظر حول أحقية ترتيب وبروتوكول الجلوس فى المنصة الرئيسية أثناء مباراة مصر والجزائر فى الدور قبل النهائى لبطولة الأمم الأفريقية.. بخلاف المشاكل المستمرة بين أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ورئيسهم زاهر.. وفى الترسانة كادت الأمور أن تصل إلى طريق مسدود بين حسن فريد رئيس النادى وسيد جوهر عضو المجلس عقب فوز أحمد جبر بمنصب نائب الرئيس. رصدت أكتوبر هذه السلبيات قبل أن تصل إلى ظاهرة.. فيقول محمد عبد العال رئيس اتحاد المصارعة إن التجاوزات الأخلاقية والتربوية التى فرضت نفسها على الساحة الرياضية المصرية من قبل بعض أعضاء مجالس إدارات الأندية أو الاتحادات الرياضية تستوجب وقفة من مسئولى الرياضة سواء على مستوى المجلس القومى للرياضة أو اللجنة الاوليمبية لبتر أى مسئول يتجاوز ويسىء استخدام سلطته حتى لا يفلت الزمام وتسوء الأمور.. كما أن وضع حد لهذه المهازل يعيد الانضباط للحقل الرياضى. وأضاف عبد العال أن تعديل اللوائح والقوانين التى تنظم العمل فى الحقل الرياضى تحتاج إلى إعادة صياغة لتواكب عصر الاحتراف فى كافة المجالات سواء كانت فنية أو إدارية.. وفى نفس السياق اتفق الدكتور كمال درويش استاذ الإدارة الرياضية وعميد كلية التربية الرياضية الأسبق فى الرأى مع عبد العال وأضاف أن هناك ضرورة لوضع معايير خاصة لاختيار الأشخاص التى تعمل بالعمل العام فى مجال الرياضة وبخاصة أن الكثير من النشء يتخذونهم مثلاً وقدوة، وهناك فرق بين القيادات المؤهلة التى تتمتع بالقدرة على اتخاذ القرار ومعالجة الأمور بموضوعية فى إطار ما تسمح به اللوائح والقوانين وبين القيادة غير المدربة الهوجاء والتى قد تلجأ إلى التعدى بالقول أو بالفعل على المرؤسين لتقويمهم.. وأضاف بأن ما يحدث مؤخراً حول أداء الفضائيات بصفة عامة والفضائيات الرياضية بصفة خاصة يحتاج الآن إلى وقفة وإعادة صياغة لأن الحرية لا تعنى الانفلات وافساد الذوق العام. وأضاف الدكتور محمد فائق عضو مجلس إدارة نقابة المهن الرياضية أن النقابة فى إطار تفعيل دورها الرقابى على كل من يعمل فى الحقل الرياضى، وبخاصة أن التجاوزات والخروج عن النص أصبح من سمات العمل العام فى الحقل الرياضى وهناك ضوابط وحدود مهنية يجب احترامها.. كما أن هناك ضرورة ملحة لعقد دورات مؤهلة لأى فرد يريد العمل فى الحقل الرياضى سواء فى مجال التدريب أو الإدارة.