نقرأ فى صفحات الحوادث العجب العجاب من حوادث ارتكبها الجناة من مختلف الأعمار - أطفال وشباب ورجال كبار السن - حوادث لم نكن نسمع عنها من قبل ونتساءل ماذا حدث فى مجتمعنا؟ وماذا حدث فى شخصية من يرتكب مثل تلك الجرائم؟ ولماذا سيطرت ثقافة العنف على سلوك الكثيرين سواء فى الشارع أو داخل الأسرة.. لقد شاهدت بعينى واقعة غريبة.. موكب سيارات ويحمل مستلزمات عروس من أجهزة كهربائية وأقمشة وموبيليا وفتيات ونساء يطلقن الزغاريد والطبل والزمر ويتقدم الموكب سيارة نصف نقل وفوقها شباب ورجال يمكسون فى أيديهم سكاكين وسنج وشوم يلوحون بها فى الهواء وهم يرقصون، سألت: هل هذا موكب فرح لتوصيل أثاث العروس إلى بيتها الجديد أم هو الاستعداد لدخول معركة؟ ابتسم أحدهم وقال لى: العروسان سيعيشان فى شقة فى هذه المنطقة الجديدة عليهم وما تراه هو أنهم يعلنون لأهل هذا الحى أن هذان العروسان ورائهما فتوات ومن تسول له نفسه إثارة أية مشاكل معهما فسيلقى جزاءه الأليم، تعجبت وقلت فى نفسى لهذا الحد وصل بنا الحال وسيطرت على البعض ثقافة البلطجة، إنها دعوة ونداء للمختصين فى مجال دراسة ظاهرة العنف من حيث أسبابها ودوافعها، ولا ننكر أن أغلب شعبنا يتمتع بالخلق الحسن من عفو وتراحم وحب عمل الخير وتسامح وطيبة.. وأن من يتخذون العنف سبيلا للتعامل وسيطر على سلوكهم فيجب مواجهتهم وتقويمهم للحفاظ على مجتمعنا آمنا مطمأنا كعهدنا به.