أعرب الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز عن ارتياحه من تطور التعاون العسكرى مع روسيا، ووقع الرئيس الفنزويلى مع نظيره الروسى دميترى مدفيديف خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو على 10 اتفاقيات بما فيها خطة العمل على تطوير الشراكة الروسية الفنزويلية لأعوام (2010 - 2014) واتفاقية التعاون بين الحكومتين فى مجال تطوير الطاقة الكهرذرية فى فنزويلا، وتوقعت وكالة نوفوستى الرسمية الروسية شراء فنزويلا أسلحة بقيمة خمسة مليارات دولار من روسيا، ولم تستبعد أن يمول مصرف «يفروفينانس موسناربنك» الذى أجازت السلطات الروسية بيع نصفه تقريبا إلى فنزويلا هذه الصفقات. وفى اطار التعاون العسكرى بين البلدين سيتم توريد صواريخ نظم «س - 300» للدفاع الجوى التى كانت مخصصة أصلا لإيران إلى فنزويلا صرح بذلك رئيس المركز الروسى لتحليل التجارة الدولية بالسلاح إيجور كوروتشينكو، حيث قال: «مع أخذ القرار الذى اتخذه الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز بشأن إنشاء منظومة الدفاع الجوى المتكاملة بعين الاعتبارلذلك، قد يتم عرض نظم «س - 300 م ب و - 1» التى أُنتجت لإيران على فنزويلا». وفى سياق متصل أمر البيت الأبيض، شركات السلاح الأمريكية، بالامتناع فورا عن التعامل مع اثنتين من كبرى شركات التسلح الروسية، وهى «روس أوبورون إكسبورت»، باعتبارها وكيل الدولة الروسية فى تجارة الأسلحة، وشركة صناعة الطائرات «سوخوى». وردا على هذا القرار «الانتقامي» من عودة موسكو إلى «اختطاف» سوق التسلح من واشنطن اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أن هذه «محاولة أخرى لإرغام الشركات الأجنبية على العمل وفق القانون الأمريكى الداخلى. لذلك أكد الجانب الروسى أن إعلان فرض عقوبات على شركة «روس أوبورون إكسبورت»، يعنى فى الحقيقة إعلان «حرب تجارية ضد روسيا». وقالت وكالة الأنباء الروسية إن هذه الشركة تمثل مصالح جميع المؤسسات الروسية المصنعة للأسلحة فى السوق الخارجية. ويرى بعض الخبراء الروس، أن العقوبات الأمريكية ستضرّ أولا بالمصالح الأمريكية مع روسيا، ذلك لأن «روس أوبورون» و«سوخوى»، لم توقعا أى اتفاقيات تعاون عسكرى مع الشركات الأمريكية، لكن عددا من هذه الأخيرة، دخلت فى تعاون مع «سوخوي» فى صنع طائرة ركاب جديدة وهى تأمل فى تحقيق الربح عندما سيبدأ بيع هذه الطائرات. وعلاوة على ذلك، يمكن للحكومة الروسية، أن تؤثر بصفة مباشرة على قرار شركات طيران روسية بشراء طائرات «بوينج»، ومعلوم أن الشركات الروسية كانت تنوى تخصيص ما لا يقل عن 5.3 مليار دولار لشراء منتجات الشركة الأمريكية، كما يمكن أن تحجم روسيا عن تزويد مصنعى الطائرات الأمريكيين بالتيتانيوم. من جهته يؤكد العميد صفوت الزيات الخبير العسكرى ل «أكتوبر» أن روسيا من أكثر الدول المصدرة للسلاح استغلالا لصادراتها فى السياسة الخارجية، فهى وريثة الاتحاد السوفيتى إذ تعقد الصفقات وتلغى بما يتوافق مع سياستها الخارجية ولذلك فإن صادرات التسليح ترتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة الخارجية الروسية وبما يحقق المنفعة القومية الروسية. ويقول العميد صفوت إن الصادرات الروسية من الأسلحة إلى فنزويلا تجاوزت 3 مليارات دولار فى الفترة (2003 - 2009) ومن المتوقع أن تبلغ أكثر من 4 مليارات دولار فى الفترة بين عامى 2010 و2013، مضيفا ان موسكو قامت قبل فترة بتوفير قرض ب2.2 مليار دولار لفنزويلا لتمويل صفقة أسلحة تشمل 92 دبابة من طراز T-72، إلى جانب صواريخ قصيرة المدى، مما دفع الولاياتالمتحدة إلى التحذير من أن بناء فنزويلا لترسانة عسكرية «يهدد الأمن فى النصف الغربى من العالم.»