على الرغم من عودة الهدوء إلى العاصمة الإكوادورية «كيتو» بعد حالة العصيان والتمرد الذى نفذته قوات الشرطة نهاية الشهر الماضى - الذى مثل أول تحدى حقيقى للحكومة اليسارية برئاسة رفائيل كوريا - إلا أن نتائج هذا التمرد لم تنته على جميع الأصعدة بل زادت التكهنات حول ما إذا كان هذا التمرد هو مجرد بداية لمزيد من الإنقلابات وحول هوية مدبرى هذا الإنقلاب. فعلى المستوى الداخلى، وبعد إنقاذ الرئيس كوريا من محاولة الإنقلاب الفاشلة – على حد قوله – تعهد كوريا بتطهير قوات الشرطة و معاقبة المتمردين الذين شاركوا فى المحاولة، مشيراً إلى لوسيو جوتيريز - الانقلابى السابق الذى انتخب رئيساً ثم أطيح به فى عام 2005 - باعتباره أحد المسئولين عن محاولة الإنقلاب الذى نفذته المعارضة وبعض من أفراد قوات الشرطة. ومن جانبها قالت دوريس سوليز وزيرة الشرطة - لوكالة رويترز للأنباء - إن الرئيس كوريا تراجع عن فكرة حل الكونجرس والحكم عن طريق المراسيم الرئاسية وعن خطط مراجعة قانون التقشف الذى تسبب فى اثارة تمرد قوات الشرطة، وأضافت قائلة إن قرار حل الكونجرس كان من شأنه أن يؤدى إلى انتخابات رئاسية جديدة وهو ليس ضمن السيناريو المطروح حالياً لمعالجة الأزمة الراهنة. وقد دعا قادة إتحاد دول أمريكا اللاتينية فى إعلان مشترك إثر قمة لهم فى العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس، إلى محاكمة وإدانة «المسئولين عن محاولة الانقلاب» مؤكدين دعمهم للرئيس كوريا، كما أبدى تجمع الحكومات اليسارية بأمريكا اللاتينية «ألبا» بزعامة الرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز دعمه لكوريا، بينما إتهم شافيز الولاياتالمتحدة بالتورط فى هذا الإنقلاب ودعمها له فى محاولة منها لشق صف الحكومات اليسارية فى المنطقة للسيطرة على ثرواتها. وفى غضون ذلك صرحت جلوريا لاريفا زعيمة حزب الاشتراكية والتحرير بالولاياتالمتحدة ومرشحة الرئاسة عام 2008 عن الحزب إن الانقلاب الفاشل الأخير بالإكوادور كان ورائه المخابرات الأمريكية «سى.آى.إيه» مؤكدة أن سبب دعمها لهذا الإنقلاب يرجع إلى رفض حكومة الرئيس كوريا تجديد عقد الإيجار للقاعدة الأمريكية فى مدينة مانتا. وفى السياق نفسه قال المحلل الصحفى الأمريكى واين مادسون فى لقاء تلفزيونى مع شبكة الأنباء الروسية «روسيا اليوم» إن الاحداث الأخيرة فى الإكوادور ما هى إلا إعادة نفس السناريو الذى تستخدمه الولاياتالمتحدة ضد الدول التى لا تخضع لارادتها وخاصة تلك الدول التى تنتهج أيدولوجية مختلفة كما حدث فى فنزويلا فى محاولة للإطاحة بالرئيس شافيز.