تحتضن مدينة سرت الليبية اليوم «الأحد» القمة العربية الافريقية الثانية بحضور الرئيس مبارك وعدد من القادة والرؤساء العرب والأفارقة، وتهدف القمة إلى إقامة شراكة استراتيجية تسير على خُطى واضحة ووفق برامج تنفيذية، وتأتى هذه القمة بعد يوم واحد من انعقاد القمة العربية الاستثنائية التى تقر بندين فقط هما تطوير منظومة العمل العربى المشترك وإعطاء توجيهات بشأن تأسيس رابطة دول الجوار العربى. وتستمر أعمال القمة «الاستثنائية» لمدة يوم للنظر فى توصيات اجتماع اللجنة الخماسية العليا التى انعقدت فى طرابلس على مستوى القادة العرب فى 28 يونيو الماضى.. والتى شارك فيها الرئيس حسنى مبارك والزعيم الليبى معمر القذافى والرئيس اليمنى على عبدالله صالح وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثانى والرئيس العراقى جلال طالبانى وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.. وخلصت توصيات هذه اللجنة إلى تفاهمات محددة منها: تطوير جامعة الدول العربية فى إطار اتحاد الجامعة وعقد القمة العربية مرتين فى العام قمة عادية وأخرى تشاورية تعقد فى دولة المقر وعقد قمم عربية نوعية تكرس لبحث مجالات محددة على غرار القمة الاقتصادية والاجتماعية وإنشاء مجلس تنفيذى على مستوى رؤساء الحكومات أو من فى حكمهم يتولى مهمة الإشراف على تنفيذ قرارات القمم العربية وإعادة تشكيل مجلس السلم والأمن العربى بما يضمن فاعليته وزيادة عدد الأعضاء مع مراعاة التوازن الجغرافى عند تشكيله وتوسيع مهامه ومساهمة الدول العربية بقواتها المسلحة فى عمليات حفظ السلام وتكليف الأمانة العامة بإعداد برنامج زمنى فى حدود خمس سنوات لتنفيذ خطوات تطوير منظومة العمل العربى المشترك والتبعات المالية المترتبة عليه. كما تناقش القمة العربية الاستثنائية مقترح الأمين العام عمرو موسى بتأسيس رابطة دول الجوار العربى والذى يتضمن إقامة محفل أو منتدى إقليمى ذى طابع استراتيجى تنضم إليه الدول المجاورة للعرب باستثناء إسرائيل، والدول التى تشملها الرابطة هى «18» من بينها دول أوروبية وآسيوية مثل تركيا وإيران، بالإضافة إلى دول أفريقية مثل أثيوبيا واريتريا وأوغندا وكينيا وتنزانيا والسنغال ومالى والنيجر وتشاد إلى جانب دول البحر المتوسط مثل مالطا وقبرص وجنوب أوروبا مثل اسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا واليونان ويتضمن المقترح أن تكون البداية بدعوة تركيا بعد موافقة رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان وكذلك تشاد باعتبارها الدولة غير العربية الوحيدة التى ينص دستورها على أن اللغة العربية لغة رسمية. أما فيما يتعلق بإيران واريتريا فإن انضمامها مرهون بالتفاهم على التعامل مع مختلف القضايا العربية العالقة مثل احتلال إيران للجزر الإماراتية وملفات أخرى، بينما تعتمد مشاركة اريتريا على تهدئة الأوضاع فى القرن الأفريقى وحل خلافها مع جيبوتى وتنص مبادئ المقترح التى يجب ان تقوم عليها الرابطة على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول المشتركة واحترام التسوية السلمية للمنازعات وسيادة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها واحترام العمل المشترك لتحقيق وتأكيد العلاقات الودية، والاهتمام بالمصالح المشتركة والتنسيق حول المصالح المتعارضة وتدور فكرة الرابطة حول أهمية عقد قمة سنوية على هامش القمة العربية إلى جانب اجتماعات وزارية على مستوى وزراء الخارجية والتجارة والاستثمار والثقافة وأن يكون مقر الرابطة فى مقر الجامعة العربية كمقر رئيسى لاجتماعات الرابطة مع إمكانية عقد اجتماعات فى العواصم العربية أو دول الجوار المنضمة للرابطة كما يحق تعيين ممثل للدول المنضمة لدى الجامعة العربية التى ستتولى الإعداد لاجتماعات الرابطة، أما عن القرارات داخل الرابطة فسوف تكون على أساس قاعدة توافق الآراء. وقد وافقت الدول العربية من حيث المبدأ على فكرة إقامة رابطة الجوار الإقليمى، وسوف يتم مناقشة أفكار ومقترحات الدول بشأنها لإصدار وثيقة التأسيس والإجراءات التنفيذية. فيما تعقد اليوم القمة العربية الإفريقية الثانية حيث يلقى الرئيس حسنى مبارك كلمة الافتتاح ويسلم الزعيم معمر القذافى رئاسة الدورة الجديدة والتى تناقش الخطة الاستراتيجية للشراكة العربية الإفريقية ثم تصدر عنها وثيقة تتضمن برنامج عمل للتعاون فى موضوعات الزراعة والأمن والتجارة والاستثمار وتفعيل آليات التعاون بين الاتحاد الأفريقى والجامعة العربية كبداية فى الفترة من 2011 وحتى 2015. وقد أوضح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن إنشاء استراتيجية مشتركة يعزز ويدعم السلم والأمن والاستقرار فى القارة الافريقية وقد حان الوقت لاتخاذ خطوات عملية تشعر الجميع بحجم مسئولياته فى المحيط العربى والأفريقى لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة خلال فترات زمنية يتفق عليها.