يبدو أن سباق الرئاسة الفرنسية بدأ مبكرا جدا وبشكل لا يخدم الرئيس نيكولا ساركوزى على الإطلاق حيث كشف استطلاع جديد للرأى نشرت نتائجه مؤخرا أن شعبية ساركوزى سجلت تراجعا جديداً بلغ ست نقاط خلال شهر واحد حيث أظهر استطلاع الراى الذى أجراه مركز «تى إن إس سوفريه» ونشرته مجلة «لوفيجارو» الفرنسية تراجع الثقة بالرئيس الفرنسى حيث بلغت نسبة من يثقون بقدرة ساركوزى على حل المشاكل الراهنة 28% فيما اتضح أن من لا يثقون بالرئيس الفرنسى هم 70% بارتفاع عن استطلاع سابق حيث كانت النسبة 65%. ووفقا للاستطلاع ، فإنه لم يسبق للفرنسيين أن كانوا مشككين بأداء رئيس البلاد كما هو عليه الحال الآن والاخطر من ذلك هو أن تدنى شعبية ساركوزى انحصر بين الفئات المتوسطة وذات الدخل المنخفض والموظفين والعمال فى القطاع الخاص وهم الناخبون الذين صوتوا لصالحه فى الانتخابات الرئاسية عام 2007 وهو أمر لن تفوته المعارضة الاشتراكية للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة. واوضح استطلاع الراى أن ساركوزى سيخسر انتخابات 2012 الرئاسية لصالح منافسه الاشتراكى مارتين أوبرى ، وهى المرة الأولى لساركوزى التى يظهر فيها من قبل الرأى العام الفرنسى كالخاسر فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. ورغم أن الاستياء من فقدان الوظائف وانخفاض مستوى المعيشة وخطط الحكومة لإصلاح بعض الخدمات الاجتماعية مثل التقاعد وسعى الحكومة الفرنسية إلى رفع سن التقاعد، إلى 62 عاما بحلول 2018هى أمور ساهمت فى انخفاض شعبية الرئيس الفرنسى إلى أدنى مستوياتها إلا أن سلسلة الفضائح التى تورط فيها كان لها الكلمة الفصل فى هذا الصدد حيث طفت على السطح مجددا فضائح حياته الخاصة وتحديدا الشائعات حول قيامه وزوجته بتبادل الخيانة الزوجية . ففى مطلع إبريل نشرت صحيفة «جورنال دى ديمانش» الفرنسية الأسبوعية على إحدى مدوناتها شائعات بأن الرئيس نيكولا ساركوزى وزوجته كارلا برونى لديهما عشاق وسرعان ما نقلت مطبوعات أخرى فى مختلف أنحاء العالم تلك الشائعات . ووفقا لما جاء فى المدونة ، فإن ساركوزى على علاقة بوزيرة البيئة شانتال جوانو ، بينما زوجته كارلا برونى على علاقة بالمغنى والموسيقى الفرنسى بنيامين بيولاي. وعلى الجانب الاخر سارع المستشار الإعلامى للرئيس الفرنسى بيير كارون إلى القول إن الشائعات الأخيرة قد تكون مؤامرة متعمدة لزعزعة الاستقرار فى الرئاسة ، موضحا أن تحقيقات الشرطة ستحدد ما إذا كان الذين نشروا الشائعات يعملون لحسابهم الخاص أو يعملون لصالح بعض الجماعات أو الأفراد . ويبدو أن التصريحات السابقة لم تقنع الرأى العام الفرنسى ولذا ترددت تقارير حول ضغوط مارسها ساركوزى على صحيفة «جورنال دى ديمانش» لرفع دعوى قضائية ضد مروجى الشائعات على مدونتها ، خاصة وأن ساركوزى هو أحد الأصدقاء المقربين من مالك الصحيفة ورجل الأعمال المليونير ارنود لاجاردير. وأيا كانت حقيقة الشائعات السابقة ، فإن الأمر الذى لاجدال فيه هو أنها تضعف فرص ساركوزى فى انتخابات الرئاسة عام 2012 خاصة وأنها تتزامن مع هزيمة قاسية تلقاها اليمين الحاكم فى الانتخابات الإقليمية فى مارس الماضى هذا الى جانب التشدد فى سياستة الامنية خصوصا تجاة غجر الروم والتى اثارت اتهامات ب «كراهية الاجانب» رددها عشرات آلاف من المتظاهرين الفرنسيين مؤخرا بالاضافة الى الخلافات التى بدات تظهر داخل حزبه الرئاسى الاتحاد من اجل حركة شعبية حيث بدأت تظهر بوادر انقسام تمهيدا للانتخابات الرئاسية لعام 2012. والخلاصة أن فرص ساركوزى باتت ضعيفة للفوز بفترة رئاسية ثانية، خاصة أن نقابات العمال التى كان يعتمد عليها فى السابق للتصدى لعدد من الاضطرابات فى قطاع النقل تراجعت عن تأييده وهو أمر لن تفوته المعارضة الاشتراكية للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة وفى حال تحقق هذا الأمر فإن إسرائيل ستكون أكثر المتضررين لأنها كانت تفتخر ليل نهار بأن ابنها المطيع ذى الجذور اليهودية هو سيد قصر الإليزيه.