سوزان عليوان تقرأ قصائدها في

لعل أجمل الأشياء هي تلك التي نقوم بها بدافع الحب، لأنها ستكون حقيقية وصادقة ونابعة من القلب، الحب هو الدافع الوحيد، لظهور كل الأشياء الجميلة من داخلنا، ومن دونه لن يكون هناك جمال حقيقي يضفي رونقه على الحياة.. خلال حفل توقيع ديواني الشاعرة سوزان عليوان " معطف علق حياته عليك" و " رشق غزال" في" مقهى ريش "في وسط البلد، كان الحدث كله نوعا من تجلي للمحبة، سوزان أتت الى القاهرة بدافع الحب، واستقبلها قرائها بوهج المحبة ذاتها .هذا ما تتمكن عين الرائي من ملاحظته منذ اللحظات الأولى، فالمكان كان مزدخما بالحضور قبل الموعد الذي تحدد في السابعة مساء، جاء أصدقاء سوزان من المثقفين ومن القراء لسماع كلماتها وهي تقرأ لهم بنبرتها الخفيضة والشجية، حيث لا تنفصل تلك الشاعرة عن قصيدتها، بل هما متصلان مثل توأمين يصعب فصلهما.
وقعت سوزان عليوان كتابها على شكل اهداءات، رفضت بيعه، بل أهدته بمحبة لكل من حضر.وفي كلمتها، توجهت الشاعرة بالشكر لكل من حضر الحفل، ثم تحدثت عن علاقتها بالقاهرة التي أحتضنتها بمحبة، حيث أمضت فيها عقدا من عمرها في سنوات التسعينات،خلال دراستها في الجامعة الأميركية، ثم قرأت قصيدة " كل الطرق تؤدي الى صلاح سالم" من ديوانها الذي يحمل ذات الاسم. وفي ختام الأمسية تبادل عدد من الحاضرين قراءة عدة قصائد من ديوانيها.
من ديوان " كل الطرق تؤدي الى صلاح سالم"
عاجزًا عن نسيانِ طينِهِ
يسقطُ الثلجُ
ما من بدايةٍ بيضاء
ليسَ الأسَى
النافذةُ جُرْحُ جدارٍ
البابُ مرآةٌ مُغْلَقَة
تعلمينَ
في العَثْرَةِ حجرٌ يُرْشِدُنا
على جانبي الأيسر
حافَّةُ السريرِ والعالم
الحائطُ وجهٌ قريبٌ
أقسو كي لا يكسرَني حناني
أيُّهُما القفصُ؟
مَنْ مِنَّا العصفورُ؟
ومِنْ أينَ يأتي العابرونَ لعُقَدِنا
بهذا الكرهِ الراسخِ للأقنعةِ والستائر؟
جماجمُ الأيائلِ
بقرونٍ ناعمةٍ تضيءُ
قمصانٌ داميةٌ
أرواحُنا المُعَلَّقَة
صفحةٌ من كتابٍ بلا كتابة
صرخةُ بئرٍ إزاءَ الصحراء
بغيرِ غيمةٍ واحدةٍ
دونما كوكبٍ على كَتِف
مجرَّدُ سقفٍ
ممحاةُ أفق
مَرَّ اللصوصُ، القَتَلَةُ
أطفالُ الورقِ البَرْدِي من حولي
لو أنَّ أحْبارَهُمْ دَمٌ
لو أنَّ الدُّمَى تنمو قليلاً
أعدُّ في خيالي الخِرافَ ولا أغفو
النومُ استراحةُ الظلِّ
قصيدة من ديوان " معطف معلق حياته عليك"
أحدنا ابتسامة الآخر
ما الذي يضاهي نافذة على مطر
على باحة تضيئها سروة على ساقها
على كتفيها معطف علّق حياته
على خطوة خشب
ورفرفة رخام؟
طَرق
على غصن غرفتي
في الفندق العتيق
طُرق على قدميك
تحت سقفي
مشتاقة
ورق أصفر
ومشاوير عشّاق
على سجّادة
تفلت خيوطها ونطير
ليس القمر
سوى منطادنا الهارب
مظلّتك الواسعة
ملاكي في مرآة
أذرعنا جذور
عناقها أجنحة
مسوّدة رسالة
كحل الوسادة
نخب قُبلة
ليل كشجرة برتقال
وشاح من عصافير الحبّ
بنفسج في ضحكتك
سبعةُ ألوان
على نهر
أيّامنا
أحدنا ابتسامة
والآخر آخر