سيدني بواتيه.. من أوائل الأميركيين الأفارقة الذين اخترقوا السينما الأميركية وهوليوود ضد أجواء التعصب العرقي، وأول من حازوا جائزة الأوسكار من الأميركيين الأفارقة، ولا ينظر إليه الأغلبية والأقليات الأخرى كممثل فقط، بل يعتبرونه رمزاً إنسانياً، ومفكراً كبيراً، ومخرجاً ناجحاً، ويحل في 20 فبراير الجاري عيد ميلاده ال 92، حيث ولد في ميامي بولاية فلوريدا عام 1927، وعشق التمثيل مبكراً بسبب عمله بأحد المطاعم التابعة لمسرح نيويورك، ثم فراشاً في المسرح، وأثناء ذلك تلقى دروساً في التمثيل، وأُسند إليه دور بسيط في مسرحية «أيام في شبابنا»، حين غاب أحد الممثلين لظرف طارئ، وجسد الشخصية مكانه ونجح. وفي 1950 شارك في فيلم «لا مجال للخروج»، وهو من أوائل أفلام العنف التي تتناول الكراهية والعنصرية، واستمر طوال الخمسينيات في أداء أكثر الأدوار إثارة للجدل، وتعامل في أفلامه مع قضايا حساسة، صنعت له شهرة كبيرة في هوليوود، ومن أهم أدواره آنذاك «خمن من سيأتي للعشاء» الذي اعتبر ثورة في موقف السينما من العنصرية، وقدم في 1997 فيلماً وثائقياً عن حياة المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا، حاز إعجاب العالم، ومهد تميزه في أداء شخصياته الطريق للعديد من النجوم السود، ليصبحوا أبطالاً ونجوماً في هوليوود، وحصل عام 1999 على المركز 22 لأفضل ممثلي السينما الأميركية خلال 100 عام، وفي 2002 حاز جائزة خاصة تكريماً لمسيرته السينمائية، ومنحته فرنسا في «كان» السينمائي 2006 وسام الفنون برتبة «فارس»، وكرمه الرئيس السابق باراك أوباما ضمن 50 شخصية أثرت في المجتمع الأميركي.