في تجربته الأولى “الكيلو 64” استطاع المخرج المصري أمير الشناوي جذب الأنظار إليه وانتزاع تصفيق الجمهور للعرض العالمي الأول للفيلم، وذلك السبت 24 نوفمبر، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. الفيلم يتتبع رحلة وائل، وهو شاب تخرّج حديثا في كلية الصيدلة، لكنه بدلا من الوظيفة فكر أن يقيم مشروعا خاصا باستصلاح قطعة أرض صحراوية، ورغم عدم تأييد أسرته مضى في مشروعه حتى النهاية. الأسرة لم تمنعه لكنها حذّرته من العقبات التي ستواجهه خاصة وأن الأب له تجربة سابقة باستصلاح قطعة أرض صحراوية لكنها باءت بالفشل. يواصل وائل تجربته لمدة عامين يفرح خلالهما بنتائج جهده من زرع وثمار، لكن في واقع الأمر يكتشف أنه لم يجن جنيها واحدا من المشروع. ويؤسس الشاب فعلا مزرعة في الكيلو 64 على طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي. يحركه في ذلك حماس 25 يناير، ويحاول وائل الشناوي (24 عامًا) أن ينشئ شركة زراعية، تهدف إلى إحداث أثر اجتماعي والإسهام في الاقتصاد المصري، لكن ليس كل شيء يسير كما هو مخطط له. بمرور الوقت ينتقل مخرج الفيلم بسلاسة من الخاص إلى العام فتصبح مشكلة وائل في زراعة الأرض وتسويق منتجه هي مشكلة جيل بأكمله، جيل يحاول أن يصلح ويغيّر الواقع لكن البيئة الاقتصادية والاجتماعية المحيطة تظل أكبر معوق رغم التسلح بالعلم ومحاولة تجنّب أخطاء الأب. وبينما يستعرض الفيلم تجربة وائل على مدى عامين نجد أن المخرج استطاع النجاة من فخ المط والإطالة، كما نجح في استغلال المساحات المفتوحة من صحراء ومزارع في إضفاء لوحات بصرية مميزة للفيلم، هذا بجانب إضفاء جو من الحميمية الأسرية تمثّلت في علاقة وائل بأشقائه الذين دعموه في مشروعه وآمنوا به. وفي الندوة التي أعقبت عرض الفيلم السبت بالمسرح الصغير لدار الأوبرا قدّم أمير الشناوي للجمهور بطل الفيلم وائل وهو شقيقه الأصغر الذي خاض تجربة استصلاح الأرض في الواقع وكان مصدر إلهامه لصنع الفيلم. وقال الشناوي “عندما بدأنا التصوير كانت الفكرة هي توثيق قصة وائل لأننا كنا نظن أن هذا المشروع سيصبح يوما ما نواة لإمبراطورية اقتصادية”، أضاف “رغم مرارة التجربة وإغلاق المشروع وجدنا أن رحلة وائل قصة ملهمة حتى لنا نحن كأسرة ولا بد لها أن تخرج إلى النور”. وتابع قائلا “بعد عامين من التصوير أصحبت لدينا مادة فيلمية كبيرة، وأثناء المونتاج مرت بنا كثير من الأفكار لوضع الشكل النهائي للفيلم، إحدى هذه الأفكار كانت الربط بين تجربة وائل وتجربة الوالد، وأعتقد أن هذا الربط أضاف الكثير للفيلم”. ويتنافس “الكيلو 64” ضمن مسابقة آفاق السينما العربية التي تضم ثمانية أفلام من السعودية ومصر وتونس ولبنان والمغرب. ونذكر أن هذا الفيلم يصنّف فيلما تسجيليا وهو من سيناريو وإخراج أمير الشناوي، تصوير محمد طاهر وأمير الشناوي وأحمد عبدالسلام، مونتاج بدر ضاهي، إنتاج محمد طاهر وكريم الشناوي.