عاش العالم فى أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة، فى موجة جديدة من التطور الحضارى تعتمد بشكل أساسي على التقدم السريع والمعقد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ليمثل ذلك التطور الحقيقى للعولمة بثقافتها وجوانبها وأبعادها المتنوعة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وتأثيراتها الإيجابية والسلبية تحديًا لدول العالم النامى ومنها مصر. في مدخل كتابها "الإرهاب عبر الشبكة العنكبوتية" تتحدث د. هديل مصطفى الخولي عن فلسفة الإنترنت، قائلة: إن الإنترنت نظام عالمى مترابط من شبكات الكمبيوتر التي تستخدم تقنية بروتوكول الإنترنت، وهي شبكة من الشبكات التي تتكون من الملايين من القطاعين العام والخاص، والأعمال التجارية والأكاديمية، والشبكات الحكومية، ومن المحلية إلى النطاق العالمي، والتي ترتبط بكل مجموعة واسعة من تقنيات الشبكات الضوئية والإلكترونية، وقد مكن الإنترنت الأفراد والمنظمات من استخدام أشكال جديدة تمامًا من التفاعل والأنشطة والتنظيم الاجتماعي، وذلك بفضل مميزاته الأساسية مثل قابليته للاستخدام في نطاق واسع والوصول لشرائح اجتماعية جديدة بفضل الشبكات فيس بوك، وتويتر، ماي سبيس. ولكن على الرغم من قيمة هذه التفاعلات الاجتماعية وأهميتها، إلا أنه ظهرت لها بعض الجوانب السلبية، حيث أُسئ استغلالها في مجالات أخلاقية وسياسية واقتصادية، إلا أن أسوأ استغلال لها كان في مجالات الإرهاب، وكل ما يرتبط به من نشر للأفكار الإرهابية والتجنيد حتى وصل الأمر إلى تكتيكات الإرهاب وآليات تصينع أدواته. ويأتى اصطلاح الإرهاب من الفعل اللاتيني وتعني التخويف والزعر، وفي العصر الحديث تشير إلى قتل الأبرياء. والاستفادة من إمكانية التسلل للشباب أو الأفراد في أي مجتمع، من خلال عرض قيم إنسانية في ظاهرها تدعم مبادئ أخلاقية إنسانية فيما يسمى مجتمع المجتمعات، وفي باطنها تعمل لصالح بعض الجماعات أو الأفراد أو الحكومات ضد أخرى، مستخدمة في ذلك وسائل الانتشار السريع مثل الانترنت. ومن صور الإرهاب المنتشرة على الإنترنت: الإرهاب الديني وهو الإرهاب الذي تقوم به جماعات أو أفراد تحت غطاء ديني. وهناك أيضاً الإرهاب المسيحي وهو الإرهاب الديني المسيحي من الطوائف أو الأفراد، والإرهاب الديني اليهودي وهو الإرهاب الديني الذي يرتكبه أتباع الديانة اليهودية، بدوافع لدى بعض المتعصبين والمتشددين في تفسير العقائد اليهودية. أبعاد تربوية لمواجهة الإرهاب وتعرض الكاتبة للأبعاد التربوية لجهود مواجهة إرهاب الإنترنت، كأمثلة: استخدم الانترنت من قبل الجماعات والمنظمات الإرهابية التي تتستر تحت مسميات دينية لدعم الفتنة الطائفية من بعض البلاد أو إقناع الشباب ببعض أهداف هذه الجماعات وتجنيدهم، أو تدريب الشباب على القيام بالأعمال الإرهابية تحت مسمى الدين. ولذلك ينبغى على أن تقوم العبارة بوصفها توسعة دينية تربوية بالدور المنوط بها توعية الشباب بأبعاد هذه الظاهرة، وذلك كما يلي: تتغير لغة الخطاب في المؤسسات الدينية، لتنتهج لغة جديدة يفهمها الشباب وتؤثر فيه، استخدام المؤسسات الدينية للإنترنت لنشر أفكارها ومبادئها بخطاب متجدد راقٍ، توعية الشباب بأصول الدينية الصحيح بلا تطرف أو متهاون… الخ. وتذكر المؤلفة: يضطلع عديد من المؤسسات السياسية بالقيام بأدوار أساسية في مواجهة ظاهرة الإرهاب بشكل عام وإرهاب الإنترنت بشكل خاص، ومن هذه المؤسسات تبدأ التربية السياسية من الأسرة وهي المؤسسة الأولى تزرع جذور عملية التطبيع الاجتماعي، وغرس قيم الانتماء والمواطنة. وتتعاون في هذا الصدد، المؤسسات السياسية مثل الأحزاب والروابط والنقابات، وهي منابر للعمل السياسي. وخلصت الكاتبة إلى أهمية تكامل الأبعاد التربوية، للوصول إلى التربية السليمة التي تضمن الأمن والأمان في مجتمع يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا المتقدمة والانتشار السريع للمعلومات، فمن يسيطر على مفاتيح العلم والتكنولوجيا يمتلك العالم أجمع، ويكون ذلك بمثابة حائط صد جيد ضد حملات الإرهاب الفكري والثقافي في عصر العولمة. يذكر أن كتاب "الإرهاب عبر الشبكة العنكبوتية" للدكتورة هديل مصطفى الخولي، صدر عن "مكتبة الأسرة" بالهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة.