شهد متحف الشارقة للآثار افتتاح معرض "البتراء أعجوبة الصحراء" الذي يضم مجموعة فريدة من المقتنيات الأثرية النادرة والمصنوعات والأعمال الحرفية التي تم اكتشافها في مدينة البترا الأردنية. ويستعرض المعرض الإرث التاريخي والفني الذي كانت تزخر به مملكة الأنباط العربية وعاصمتها البترا المحفورة في الصخور، والتي يطلق عليها اسم المدينة الوردية. ويعتبر المعرض الذي يقام بالتعاون ما بين إدارة متاحف الشارقة ودائرة الآثار العامة في الأردن، الحدث الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية بأكملها، كما أنه يدعم المساعي الرامية لتحقيق التبادل الثقافي بين المجتمعات العربية. وبإمكان زوار المعرض اكتشاف العلاقات التي جمعت البترا، باعتبارها أحد أهم المراكز الاقتصادية، مع بقية أرجاء المنطقة العربية، إضافة إلى اطلاعهم على جوانب التشابه في التاريخ والثقافة بين مملكة الأنباط ومنطقة مليحة التي تعد من أهم المواقع الأثرية في الشارقة، والتي بينت التنقيبات فيها قوة الصلات والروابط التجارية والثقافية التي جمعت مليحة والبترا وبقية حواضر التجارة العربية.ويتيح المعرض أيضا نماذج من الإنجازات النبطية في مجالات الصناعة والهندسة والفنون . وتكشف بعض القطع الأثرية المعروضة مدى أهمية المعبد الكبير في البترا، ومن ضمنه نظام السباكة وضخ المياه تحت الأرض، والذي يضمن توفير مياه الشرب حتى في أوقات الجفاف. ويظهر المعرض مدى التطور التقني في ذلك الوقت من خلال عدة معروضات مثل يد الإبريق البرونزي المنحوتة على هيئة ميدوزا، والتي يعتقد أنها صنعت في إحدى الورش في مدينة البترا نفسها. كما سيتعرف الزائرون على معتقدات سكان مملكة الأنباط في الماضي، مثل الآلهة التي آمنوا بها، وكيف كانوا يبنون مداخل مزينة بصورة ميدوزا لإبعاد الشر عنهم. ويعد المعرض حسب إدارة متاحف الشارقة جزءًا من الأهداف التي تسعى الشارقة لتحقيقها على المدى الطويل من خلال تسليط الضوء على التاريخ في الإمارات والعالم العربي، كما أنه يؤكد على الروابط والصلات التاريخية بين المراكز الاقتصادية القديمة في الإمارات ومدينة البترا التاريخية. وتتمتع البتراء بأهمية بالغة باعتبار أنها كانت عاصمة مملكة الأنباط القوية والغنية بين عامي 300 قبل الميلاد و106 ميلادي، وتسلط الأعمال الأثرية في هذا المعرض الضوء على تاريخ البترا التي كانت مركزًا سياسيًا واقتصاديًا، وبفضل موقعها الاستراتيجي، تمكنت البترا من التحكم بطرق التجارة، خصوصا تجارة البخور والعطور والتوابل. وتأتي أهمية البتراء في وقتنا الحالي باعتبارها الموقع الأثري العربي الوحيد ضمن قائمة عجائب الدنيا الجديدة في العالم، بعد أن أدرجتها لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو العام 1985.