يقولون بعض الرقص تطهير. وخاصة عندما تشعر بالذنب المعاكس بين ما قدمت للحياة وما قدمت هي لك. ربما لم يسمع احد ب شهرزاد الربيعي، القاصة العراقية التي تبحث عن حرية ما زالت مفقودة فتسعى اليها عسى ان تعثر عليها يوما ما. وحاولت أن تضعها غاية في مجموعتها القصصية "تانغو" تلك الرقصة التي يمارسها الصغار والكبار. فكان العنوان العام هي دعوة للتحرر. أن تفعل ما تؤمن وما ترغب بغض النظر عن قبول هذا او رفض ذاك، فتلك السيقان الراقصة تعرف وجهتها جيدا. فلا تجعلوا امامها الموانع التي خطتها عقول مظلمة. عندما تتابع القصص في تلك المجموعة القصيصه ترى وحدة الحدث باختلاف الزمان او المكان. واحيانا تتشكل كوحدة بيئية لا فرق بين جغرافيتها السكانية لان المعاناة واحدة والهم كبير. والتي تبدأ من أحلام مؤجلة حين فشلت الصفقة التي كانت حلما وتبدد بعد أن اسيقظ من هول صدمة الخسارة والتشظي، لكنه يسمع بوضوح صوت أمواج البحر ربما الآتي أحسن. الى قصة تانغو، وذلك فصل الرقص الذي يظهر مفاتن الانثى حين يطلب منها أحد ما ان ترقص معه رقصة زوربا. لكنها تعتقد أنها رقصة الخاسرين. فتقول: أنا افضل رقصة التانغو .. بالنسبة لي ..التانغو.. يعني القوة والمنعة...الى أن تكمل حوراها الذاتي.. لن اتركه صريعا بعد رقصة التانغو. هكذا هي الحياة.. تجري الخطوات بما لايشتهي الراقصون.. هنا ما بعد الاداء الراقص.. هل تتكون مجموعة تفاعلات داخلية وتكون النواتج بما يرضي كليهما.. علامة توقف ربما نعم .. أو لا. مع النسق الفكري المختلف في موضوعات قصص شهرزاد الربيعي، فهي ترمي بكل ما تريد قوله أو تعتقد به دون حرج. وهنا الفرق بين الجرأة المطروحة والصراحة المنطقية فيما ترغب كإنسانة انثى تحتاج الكثير فهي الوديعة الحالمة، كما صورتها في قصة "أرواح هائمة". وهي تحكي عن علاقة الجسد بالحياة وتصرفه الغرائزي بعيدا او قريبا من المشاعر. ان هدف النصوص المتحررة كما يبدو عن "المرأة الجديدة" قد زود الادب بحُجَج حول تكافؤ الجنسين. وعن ذلك يقول نيشته "ترى هل المرأة في هذه الآونة محرومة من سمتها الفاتنة؟ وهل هي في طور يُفضي بها الى الاضجار؟". والسؤال: هل استطاعت شهرزاد التعبير عن ذلك.. أم اصابتها لعنة الضجر؟ الجواب أنها استطاعت أن تفك بعض طلاسم الانثى الطبيعية التي حُرمت في التعبير عنه كما في قصة أنا.. ونفسي .., انا ايضا.. من خلال الحوار الآتي: أنا ايضا .. الا ترى أنك تغيرت كثيرا؟ أنا.. كيف ذلك؟ أنا ايضا.. أصبحت تفكر بنفسك بشكل طبيعي وبعيدا عن الاخرين. نفسي .. ما زال ذلك المتمرد .. الغارق في فوضاه والذي يجب أن يعبني بتجاربه الفريده .. وجرأته المتهورة وهوسه بالنظافة. حتلى تصل القاصة شهرزاد في نقاشها الذاتي المتداخل .. تقول في شخصة أنا.. نفسي تريد أكثر مما أنا عليه. هي الان تسعى إلى أن تكمل مسلسل دراما الحرية التي قد يسلب حياتها احيانا، لأنها تريد أن تعيش كما هي بغرائزها برغباتها بهواجسها. يقول نيشته أيضا "عندما تهتم المرأة بأمور العقل, فثمة على العموم شيء ما ليس على ما يُرام في شقيتها". تانغو رقصة مثيرة في سماء واسعة.