احتفت جائزة الشيخ زايد للكتاب بالمستشرق الصيني تشونغ جي كون الفائز بفرع جائزة شخصية العام الثقافية الذي تحدث عن الاستشراق وتاثيره في الثقافات الاخرى. وادار اللقاء الذي اقيم في منبر الحوار ضمن فعاليات معرض ابوظبي للكتاب زكي نسيبة عضو اللجنة التنفيذية للجائزة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الذي نوه بالعلاقات التاريخية بين الصين والعالم العربي. وتحدث تشونغ عن حبه للغة العربية وشغفه بها لافتا الى دراسته للغة العربية في كلية اللغات الشرقية في العام 1961. واشار الى ان اللغة العربية تدرس في مدارس ومعاهد كثيرة متخصصة في اللغة العربية في الصين موضحا أن اللغتين العربية والصينية من أصعب اللغات في العالم. ونوه تشونغ بالمكانة المتميزة للرواية العربية في الوقت الراهن، مستعرضا سيرة بعض الشعراء العرب الذين كان لهم دور كبير في اثراء المشهد الثقافي العربي مثل أبو العلاء المعري والمتنبي وزهير بن سلمى وعمر بن أبي ربيعة وأحمد شوقي وصلاح عبدالصبور وغيرهم. وقال في اجابة على سؤال "لميدل ايست اونلاين" انه سبق وان ترجم قصائد الشعراء العراقيين معروف عبد الغني الرصافي وعبد الوهاب البياتي وسعدي يوسف بعد ان زار العراق نهاية الثمانينات من القرن الماضي للمشاركة في مهرجان المربد الشعري. وأكد انه يعيش حياة بسيطة في الصين وان الجائزة نزلت عليه أشبه بمثل صيني يقول "ان السماء انزلت علي رغيفا محشوا". وقال "قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية لم تكن اللغة العربية تدرس، كما هو الحال بعد تأسيس الجمهورية، إذ أصبحت تدرس في المعاهد والجامعات بشكل أوسع نطاقا في العام 1946. حيث تأسست حينها مدارس كثيرة لتعليم اللغة، وهناك ما يقارب ال 30 جامعة ومدرسة ثانوية في الصين اليوم، تدرس فيها اللغة العربية". واوضح "هناك العديد من النقاط المشتركة بين الثقافة العربية والصينية، خاصة وأنهما تمتلكان عمقا حضاريا في التاريخ، إذ كانتا الأبرز في العصور الوسطى.. ولولا الحضارة العربية الإسلامية، لما كانت هناك نهضة غربية اليوم". كما أكد على ضرورة الاهتمام بالثروة الفكرية لدى العالم العربي. جدير بالذكر ان المستشرق الصيني تشونغ جي كون فاز بجائزة شخصية العام الثقافية 2011 والتي تبلغ قيمتها مليون درهم وذلك تقديرا لما قدمه خلال نصف قرن في مجال تعليم اللغةالعربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية في دول الشرق الأقصى . وتعقيباً على فوز تشونغ قال راشد العريمي الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب "إن إنجازات الأستاذ تشونغ تشهد له بأحقيته باللقب، فبالإضافة إلى كونه شخصية بارزة على الصعيد الأكاديمي والثقافي والأدبي، فقد أثرى تشونغ المكتبة العالمية بمؤلفات وتراجم تعكس جوهر الأدب العربي الأصيل وتحمله إلى دول الشرق الأقصى بأسمى رسائل الحوار الحضاري." ويشغل تشونغ العديد من المناصب أهمها أستاذ بكلية اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية التابع لجامعة بكين وعضو الجمعية الصينية للآداب الأجنبية ورئيس جمعية دراسات الآداب العربية وعضو جمعية دراسات الشرق الأوسط ونائب رئيس لجنة الآداب والفنون بجمعية الترجمة الصينية ونائب رئيس لجنة الثقافة بجمعية الصداقة الصينية العربية وعضو إتحاد الكتاب الصينيين وعضو شرفي بإتحاد الكتاب العرب.