واصلت الهيئة العامة للكتاب مشروعها في نشر الأعمال الكاملة لعدد من الكتاب الكبار، سواء على قيد الحياة أو الراحلين، بإصدار الأعمال الكاملة لعبد الرحيم منصور، وهي من إعداد مي منصور. وكتبت مي منصور في مقدمة الكتاب: "علاقة عبد الرحيم منصور الشاعر بالإنسانية كانت علاقة بحث لا تنتهي، قضى الشاعر عبد الرحيم منصور عمره كله يبحث عن الإنسان في أشعاره وكلماته التى تقطر إنسانية وصدقاً فمثلاً غنوة (حدوتة مصرية) التي أعدها بعث من خلالها رسالة سلام وحب للعالم". ويضم الكتاب أشعار منصور وأغانيه التى شدا بها كبار المطربين والمطربات مثل وردة ونجاة ومحمد منير وشادية وعفاف راضي ومحمد رشدي ومدحت صالح وغيرهم الكثير، مع ذكر سنة اسم الألبوم وسنة إنتاجه والملحن والمطرب، ومن أعماله "أمانة يا بحر، الطريق، الكون كله بيدور، الحقيقة والميلاد، دنشواي، شجر اللمون، اسمعنى يا قمر، ورباعيات الحكمة". ولد الشاعر عبد الرحيم منصور في دندرة بندر قنا، وتعتبر نشأته أكبر مؤثر في كتاباته، كانت بداية اكتشافه على يد الكاتب لويس جريس، وذلك أثناء جولته في الجنوب المصري لاكتشاف المواهب لتقديمها في مجلة "صباح الخير"، تحت عنوان "المعذبين بالفن". وعثر أثناء جولته على كنز من المواهب، أعلن عنه وقدمته المجلة. هذا الكنز كان الشاعر عبد الرحيم منصور، الذي يكتب بالعامية. بدأ عبد الرحيم منصور مع مجدي نجيب وعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب في بث أشعارهم العامية عبر الإذاعة، وكان الناس يعشقون هذا النوع من الشعر، الذي أصبح على كل لسان وخصوصاً البسطاء، لأنه كان يستخدم لغة حياتهم اليومية، التي تشكل تعاملاتهم ومشاعرهم، وأيضاً لأن اللغة كانت متواصلة مع الموروث الشعبي الملىء بالمواويل والملاحم الشعبية، التي رسمت الحياة الاجتماعية في مصر على مر العصور. وكتب عبد الرحيم ديوانه الأول "الرقص ع الحصى" في أواخر الستينات. وكان نشره على حسابه الخاص ولأنه لم يهتم كثيراً بالدواوين فلم تنشر باقي دواوينه. قدم مع بليغ حمدي وقتها الكثير من الأغاني لكبار المطربين والمطربات. وبرز اسمه خصوصاً أثناء حرب أكتوبر، فكانت أول وأشهر أغاني النصر من كلماته وتغنّى بها أشهر المطربين والمطربات. بدأت محطة هامة في حياته حين تعرف على المطرب محمد منير وبدأ معه مشوار دام حوالي 10 سنوات.