رئيس جامعة المنصورة يتفقد لجان الامتحانات بكليات الحقوق وطب الأسنان والهندسة    احتفاء بتاريخ عريق.. رئيس الوزراء في جولة بين عربات الإسعاف القديمة    انطلاق الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تعديلات قانون المجلس    سعر الدينار الكويتى اليوم السبت 24 - 5- 2025 أمام الجنيه    رئيس الوزراء يتفقد مشروع تطوير منطقة القرار 77 بالشيخ زايد    غرفة عمليات بغرفة السياحة على مدار اليوم لمتابعة أحوال الحجاج وحل مشاكلهم    وزيرة البيئة تناقش مشاركة مصر في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات بفرنسا    الأسواق ليست سعيدة.. ترامب يُعيد إحياء حربه التجارية رغم المخاطر الاقتصادية    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتسيطر على بلدتين    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن بعد إنتهاء زيارته الرسمية لفرنسا    رؤساء جامعات من أنحاء العالم يدينون حظر الأجانب بهارفارد    وزير الداخلية اللبناني: الدولة لن تستكين إلا بتحرير كل جزء من أراضيها    تقرير: فاتي على أعتاب الدوري الفرنسي عبر بوابة موناكو    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي والمصري في الجولة الثامنة للدوري    13 مصريًا يتأهلون لربع نهائي بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    لحظة أيقونية لمؤمن واحتفالات جنونية.. لقطات من تتويج بالأهلي ببطولة أفريقيا لليد (صور وفيديو)    غرفة عمليات تعليم الشرقية: انضباط لجان امتحانات النقل.. والحضور مرتفع    الأرصاد تحذر: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد لمدة 72 ساعة قادمة    الطب الشرعى يفجر مفاجأة في واقعة "مارسيلينو" طفل شبرا الخيمة    بعثة الحج الرسمية: تفويج الحجاج الذين أنهوا مدة إقاماتهم بالمدينة إلى مكة    إصابة شخصين إثر تصادم سيارتين على طريق قنا - سفاجا    ياسمين صبري تكشف سراً عن مجوهراتها الماسية في مهرجان "كان"    منى زكي تعود بشعر «كاريه» يثير إعجاب الجمهور    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    رئيس جامعة الأزهر: القرآن الكريم مجالًا رحبًا للباحثين في التفسير    "التأمين الصحي" تطلق حملة "تأمين شامل لجيل آمن" بأسوان    رئيس الوزراء يفتتح المقر الرئيسى الجديد لهيئة الإسعاف المصرية    جامعة سوهاج: اعتماد 250 مليون جنيه لفرش وتجهيز مستشفى شفا الأطفال    5 روتينات صباحية لصحة الغدة الدرقية بشكل طبيعي    صلاح: أعيش أفضل مواسمي مع ليفربول    التحقيق مع 3 عناصر جنائية حاولوا غسل 60 مليون جنيه حصيلة اتجار بالمخدرات    محافظ أسيوط يزور جامعة بدر ويتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية    تنويه للمسافرين.. تأخيرات في مواعيد القطارات تصل ل 90 دقيقة    وزير الري يوجه بتطهير مصرف البلبيسي بالقليوبية    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    صدقي صخر عن فيلم "ولا عزاء للسيدات": "جريء ومختلف"    مكافأة وعتاب.. محمد رمضان يمنح طالب 50 ألف جنيه ويوجه له رسالة مؤثرة    الضفة.. الجيش الإسرائيلي يقتحم نابلس ويعتقل ثلاثة شبان    لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب    تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز بذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    ماجد سامي: زيزو فقد لقب أسطورة الزمالك.. وإمام عاشور لا يُشبه الأهلي    طرح خراف وأبقار حية للأضاحي بأسعار تنافسية في الشوادر والمجمعات الاستهلاكية    توفير فرص عمل بالأردن برواتب تصل إلى 290 دينارا شهريا    فركش فيلم "روكي الغلابة" ل دنيا سمير غانم وعرضه بالسينمات بموسم الصيف.. صور    انخفاض أسعار البيض في الأسواق اليوم 24-5-2025 (موقع رسمي)    أحمد عيد يعود لتقديم الكوميديا السوداء في فيلم الشيطان شاطر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة 6 متهمين فى واقعة انفجار خط غاز الواحات    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    د. هشام عبدالحكم يكتب: خد وهات.. لتبسيط المفاهيم الصحية    نبيلة مكرم عن أزمة ابنها: قررت اتشعبط في ربنا.. وابتلاء رامي كشف لي أنا جيت الدنيا ليه    اليونيسف: إنشاء كيانات جديدة لإغاثة غزة إهدار للموارد والوقت    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحلام عائشة عودة.. سيرة نضالية وإبداعية
نشر في نقطة ضوء يوم 28 - 10 - 2015

فوز الكاتبة الفلسطينية عائشة عودة بجائزة ابن رشد التي أعلنتها مؤسسة ابن رشد للفكر الحر الاحد في برلين عاصمة ألمانيا في مجال أدب السجون يعد فوزا للحرية التي كانت تطالب بها عودة طوال مسيرتها النضالية وفوزا للكلمة المقاومة والجسد المقاوم.
فقد عانت المناضلة الفلسطينية مرارة الاعتقال وظلم السجون الإسرائيلية حيث جاء بيان الجائزة بهذا الخصوص "إن عائشة عودة عاشت مرارة الحكم العسكري الإسرائيلي وظلم سجونه، وأبعدت إلى الأردن ثم عادت إلى أرض الوطن بعد توقيع اتفاقات أوسلو وحرصت على كتابة تجربتها ونقلت الكثير عن فظاعة التعذيب الجسدي والنفسي خلال الاستجواب والحبس المتواصل في سجون الاحتلال".
ولدت عائشة عودة في قرية دير جرير التابعة إدارياً لمحافظة رام الله في العام 1944، وانتظمت في صفوف المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بعد انتهاء حرب العام 1967 مباشرة. وقد اعتقلت في آذار 1969 وحكمت عليها محكمة الاحتلال الصهيوني العسكرية بالسجن المؤبد.
وأمضت عودة عشر سنوات من محكوميتها في الأسر، عانت فيها القهر وتجرعت أسى الأسر وظلمه وتعرضت للتعذيب وقاست سنوات تحت ذل الاحتلال، ثم حررت في عملية النورس لتبادل الأسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في آذار 1979، وقد اشترطت إسرائيل إبعادها خارج فلسطين، فأقامت في الأردن حتى عودتها إلى فلسطين بعد توقيع اتفاقية أوسلو وعودة كوادر منظمة التحرير الفلسطينية وتأسيس السلطة الفلسطينية في عام 1994.
يعد كتابها "أحلام بالحرية" الصادر عام 2005 تجربة حارة بالألم والقهر، فتجربة السجون بالنسبة للكثيرين من الفلسطينيين والفلسطينيات ليست بالتجربة الهينة ففيها من المعاناة والمقاساة ما يصلح لكتابة تاريخ مظلم لسجون الاحتلال، فلم تكتب عودة تجربتها الخاصة فقط، إنما خطت بلغة دامية تجارب شعب كامل عانى وما يزال يعاني القسوة والظلم.
كتبت المناضلة الفلسطينية مشاهد كثيرة وتجارب عديدة مرت بها في السجون الإسرائيلية، مشاهد قاسية وأليمة، فقد كتبت بلغة تنز دما ووجعا عن محاولة الاغتصاب التي تعرضت إليها في السجن وكيف قاومتها وانتصرت فيها، ونقلت لنا تفاصيل التحقيق معها ومحاولات المحققين إيذاءها فيمسك المحقق بشعرها بيد ويصفعها باليد الأخرى.
من خلال مشاهد التحقيق وصفت الكاتبة شخصيات المحققين الذين تناوبوا على تعذيبها بالعصا والجزرة وفضحت ممارساتهم وعنصريتهم ووحشيتهم وقالت للقاريء أن مثل هؤلاء الوحوش لا يمكن التعايش معهم.
ووصفت أيضا رفيقاتها المناضلات في العنبر الذي اجتمعن فيه وكتبت عن ظروف عيشهن معا وعن كل المعارك التي خضنها من اجل كسب أدنى حقوقهن الإنسانية في السجن.
لقد امتلكت عائشة عودة في مذكراتها هذه قدرة كبيرة على البوح بلحظات الضعف الإنساني التي مرت فيها وقد اضطرت كثيرا كما ذكرت إلى تقديم تنازلات حتى تحمي رفيقاتها اللواتي كن يتعرضن للتعذيب بطرق بشعة كشل الجسد أو إيصالهن للجنون أو ضربهن على أجزاء محددة من أجسادهن لوقت طويل.
أتيح للقاريء أن يعيش الاعتقال والأسر والظلمة في صفحات اليوميات أو السيرة الذاتية لعائشة عودة، لشخصية حقيقية من دم ولحم، لقد قدمت للقاريء حياة فعلية وأحداثا مورست على جسدها، وهي بذلك ليست رواية متمكنة فنيا فقط ولا يستطيع المتلقي التعامل معها بحيادية كنص وكتابة إبداعية، فالتجربة التي قدمتها في أحلامها بالعودة لا يمكن فصلها عن الحياة الحقيقية، ولا يمكن قياس حرارتها الموجعة بعدد الصفحات ودراسة الفنيات المختلفة للسرد أو الأسلوب، إنها ببساطة كتابة الظلام الأسود بمعناه الحقيقي وليس المجازي المهيمن على الجسد والروح.
وقد تناول هذا الكتاب نقاد أشادوا بفنيته من جهة وبشجاعة الكاتبة من جهة أخرى فقد كتب الناقد الفلسطيني الدكتور عادل الأسطة في موقع متحف ابو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة "وأنا اقرأ "أحلام بالحرية" قلت: ها نحن ننجح أخيراً في كتابة نص ناضج فنيا وأدبيا ولغوياً، تعبر فيه صاحبته تعبيراً موفقاً عن تجربة الفلسطيني في السجون الإسرائيلية، نصاً يمكن أن يوضع بجداره الى جانب رواية "شرق المتوسط” وربما يعود السبب في هذا الى أن عائشة عودة لم تتعجل الكتابة فهي التي مرت بتجربة السجن في بداية الإحتلال الإسرائيلي وانتظرت ثلاثين عاماً ونيف حتى كتبت نصها".
وكتب الشاعر والروائي الفلسطيني في موقع الجبهة "استطاعتْ عائشة لحسن حظنا أن تعبر عن تجربتها كمناضلة، وأن تُقدِّم لنا في كتابها هذا باكورةَ أعمالِ كاتبةٍ حقيقيةٍ، متمكِّنةٍ، قادرةٍ على التحرُّك بحرية بين ذكرياتها ومناطق أحاسيسها المتضاربة العاصفة، وأن تقدم كتابا أدبيا على مستوى عال، وهذا ما يدفعني للقول: إن عائشة التي أعطتنا بتجربتها الحياتية رمزاً من أهم رموز النضال الفلسطيني، استطاعتْ أن تكون هنا هذه الكاتبة التي تحملُنا عبرَ لغتها الشفافة نحو أدقِّ التفاصيلِ التي تجعلنا نحس في أحيان كثيرة بأن عائشة كانت تدافع عن الوردة وشجرة البطم.. لقد دخلت عائشةُ السجنَ مناضلةً وخرجتْ منه رمزاً، وقد دخلتْ هذا الكتابَ مناضلةً وخرجتْ منه كاتبةً".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.