عقدت قاعة "ضيف الشرف" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة رواية "كتيبة سوداء" للروائي محمد المنسي قنديل، بحضور المؤلف ، والكاتب سعيد الكفراوي، وأدار الندوة الروائي طارق إمام؛ الذي تحدث في البدابة قائلا : هذه الرواية تعكس عُمق التاريخ وتأثيره على الواقع، وتدور "كتيبة سوداء" حول كتيبة عسكرية مصرية قوامها 5000 جندي، حاربت مع الجيش الفرنسي ضد دولة المكسيك عام 1863، بطلب من الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث من الخديوي إسماعيل باشا، وتشهد أحداث الرواية مواقف إنسانية، بجانب العديد من المفارقات التي تحدث في ميدان المعركة، حتى تضع النهاية سطورها من خلال انسحاب الجيش الفرنسي، وتجاهُل أفراد الكتيبة المصرية، وينتهي دورهم دون معرفة مصيرهم. ومن جانبه، أكد الكاتب سعيد الكفراوي، أن رواية "كتيبة سوداء"، تكشف صراع القوى القديمة بين الشعوب الفقيرة وأوروبا القوية وقتها، وتابع: الرواية بها حكاية من التاريخ القديم ورؤية خيالية للواقع، تعج بالاندهاش والخرافة أحياناً، وأشار إلى أن "كتيبة سوداء"، تمثّل صراعاً دائماً بين مَنْ يملكون قرارهم وبين مَنْ لا يملكون، وبين العُنصرية والعبودية والانحناء والخضوع، إلى القوة القادمة من أوروبا الاستعمارية، وأشار إلى أن الرواية بها الكثير من الجهد والمصابرة والتعب، للبحث عن الحقائق في الكُتب والمراجع بين مصر وفرنسا والمكسيك، من أجل ظهور حكاية كتيبة الجنود إلى الجمهور بشكل مشوّق، حيث يشعر القارئ أنه أمام عالم خرافي يجمع بين الجدية والغرابة، ويرى، أن خط سير الرواية يُعبّر عن عبقرية من المؤلف، سواء من ترتيب الأفكار والأحداث مروراً بنحت الشخصيات لإقناع القارئ. بينما كشف مؤلف الرواية محمد المنسي قنديل، أن الرواية أخذت منه تحضيرات وتجميع مواد أرشيفية تفوق خطوات تنفيذها، وإنه كمؤلف يتبع نهج المعرفة بنصف تفاصيل ما يرغب في تأليفه، وفي النصف الآخر، يعتمد على عملية الاستكشاف، وأكد أنه طوال فترة كتابة الرواية، كان يتوقّف بالساعات ليقرأ ما يكتبه ويفكّر، هل الأحداث مُقنعة للقارئ؟ وأحياناً قد يصل لدرجة شطب كل ما يكتبه والبدء من جديد، وأشار إلى أن الأحداث حول رواية "كتيبة سوداء" كانت قليلة جداً، وبعضها كان غامضاً ويدور في سطور بسيطة جداً، خاصةً وأن كل مَنْ تحدث عن واقعة الكتيبة المصرية التي حاربت مع الجيش الفرنسي ضد المكسيك، لم يذكر أي شيء عن واقعها أو تفاصيلها، حتى أن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أثناء تناوله في إحدى كتاباته عن هذه الواقعة، ذكر معلومات غير صحيحة وأحداثاً ليس لها علاقة بالواقع، وتابع: بسبب ذلك، قرّرتُ السفر إلى المكسيك لأستشرق التاريخ على أرض الواقع، وهناك وجدتُ الكثير من الحقائق حول هذه القصة، وتم ضمها إلى الرواية.