بيعت لوحة "مسجد مراكش" التي تُعد أشهر لوحة رسمها رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل في مزاد أقامته دار كريستيز في لندن، مقابل سبعة ملايين جنيه إسترليني (8,1 ملايين يورو)، فيما كانت التوقعات قدّرت أن تُباع اللوحة بما بين 1,7 و2,8 مليون يورو. وتُعد هذه اللوحة الوحيدة التي رسمها رئيس الوزراء البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، تحديدًا عام 1943 أثناء حلوله بمراكش، خلال زيارة إلى المغرب للمشاركة في مؤتمر أنفا الذي عقده الحلفاء بالدار البيضاء، حيث تجسد اللوحة صومعة هذا مسجد مراكش، الذي يعد من رموز الهندسة المعمارية للإمبراطورية الموحدية خلال القرن الثاني عشر، بينما تظهر أسوار المدينة العتيقة متكئة على جبال الأطلس في خلفية اللوحة. ووصف باري فيبس، مؤرخ الفنون البريطاني، اللوحة في الدليل الإرشادي للمزاد، بأنها "أهم أعمال تشرشل (…) بالنظر إلى ارتباطها الوثيق بتاريخ القرن العشرين". وعُرف عن تشرشل حبه للمدينة المغربية وأنوارها، والذي بدأ في ثلاثينات القرن الماضي حين كان المغرب خاضعًا للحماية الفرنسية والإسبانية، وزاره ست مرات خلال 23 عامًا، هربًا من ضباب لندن وعواصف السياسة. وأهدى تشرشل اللوحة إلى روزفلت قبل أن يبيعها أحد أبناء الأخير في الخمسينات، ثم أعيد بيعها عدة مرات، واستقرت في النهاية بين أيدي نجمي السينما الأمريكيين أنجلينا جولي وزوجها براد بيت، قبل انفصالهما. كما بيع في المزاد نفسه لوحتان أخريان لتشرشل، إحداهما تمثل مشهداً لمراكش وبلغ سعرها 1,55 مليون جنيه (1,8 ملايين يورو)، والثانية تمثل كاتدرائية القديس بولس في لندن، وبلغ سعرها 880 ألف جنيه. يُشار إلى أن الزعيم البريطاني أنجز خلال حياته أكثر من 500 عمل فني، العديد منها في تشارتويل، وفي 2015 حصلت بريطانيا على 37 لوحة من لوحاته بدلًا من ضرائب بأكثر من 9 ملايين جنيه استرليني، وذلك عقب وفاة ابنته ماري سوامس والتي كانت آخر الباقين على قيد الحياة من أبناء تشرشل الخمسة. وكان تشرشل بدأ ممارسة هواية الرسم عندما كان عمره 41 عامًا، وظل يمارسها بشكل جيد حتى مرحلة الثمانينيات من عمره، حيث لعب الرسم دورًا هامًّا في حياته، وساعده في تجديد قوته الداخلية ومكنه من مواجهة العواصف، وتخطي التقلبات القاسية في حياته السياسية، بحسب سوامس.