أصبحت منطقة سقارة من أهم المناطق الأثرية في مصر محط أنظار العالم، عقب الاكتشافات التي تمت مؤخرًا، فوسط حضور عددًا من سفراء الدول الأوروبية والعربية والأفريقية والصحفيين من مختلف الصحف ووكالات الأنباء العالمية، تم الإعلان عن تفاصيل العثور على ثلاثة آبار بداخلها 59 تابوتًا أثريًا وعددًا من المومياوات، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية، تعود لعصر الأسرة 26 الفرعونية، والتي عاشت قبل حوالي 2500 عام . البداية من إحدى المناطق بصحراء سقارة، وهي منطقة جبانة كبار رجال الدولة في العصور الفرعونية، وهي أيضًا المنطقة التي عثر بها من قبل على جبانة للحيوانات والقطط والطيور المقدسة، وتدعى "أبواب القطط"، حيث تضم هذه المنطقة أشهر المقابر الأثرية بسقارة مثل مقابر "السفير"، و"مايا"، و"واحتي". الكشف الأثري بصحراء سقارة تم على عدة مراحل، حيث كانت البعثة المصرية المختصة بالبحث عن الحفائر قد بدأت عملها في شهر أغسطس الماضي، وحينها تم العثور على بداية الكشف الأثري، وهو عدد 13 تابوتًا لتبدأ بعدها مرحلة التقصي والتتبع للبحث عن اكتشافات أخرى، فتواصلت أعمال البحث والتنقيب حتى ظهر 14 تابوتًا آخرين، ثم تبع ذلك العثور على عددًا آخر من التوابيت الأثرية، ليصل العدد إلى 59 تابوتًا، بالإضافة إلى 28 تمثالاً خشبيًا للإله "بتاع سوكر" وهو الإله الرئيسي لجبانة سقارة، وذلك إلى جانب عددًا من تماثيل "الأوشابتي" مصنوعة من مادة "الفاينس"، بالإضافة إلى تمثال من مادة البرونز للإله "نفرتوم"، يبلغ طوله 35 سم، وكتب على قاعدته اسم الكاهن "بادي آمون". الآثار كانت متواجدة تحت جبل من الرديم بارتفاع 9 أمتار عن سطح الأرض، حيث بدأت عملية البحث، وعقب رفع الرديم في المرحلة الأولى، تم اكتشاف بعض القطع الأثرية، وعقب 5 أشهر من العمل المتواصل أكتُشفت بعض المقابر الأخرى، لتتواصل الاكتشافات بعدد 65 تمثالاً ملونًا داخل أحد الجبال، بأحد الأماكن المعروفة بخبيئة البوباستيت، وذلك نسبة إلى الإله "باستت"وهي الإله القطة، حيث تم الكشف عن الآف التماثيل من القطط المحنطة. التوابيت المكتشفة بحالة جيدة للغاية ومحتفظة بألوانها الأصلية، وسيتم عرضها في المتحف المصري الكبير، الذي يجرى إنشاؤه بجوار أهرامات الجيزة، ويعد هذا الكشف هو أول كشف أثري تعلن عنه مصر منذ بدء تفشي جائحة "كورونا" عالميًا. يذكر أن د. زاهي حواس، عالم المصريات، قد صرح مؤخرًا بأنه يتم حاليًا الحفر في نفس المنطقة التي شهدت الاكتشافات الأخيرة، لافتًا إلى أن هناك المزيد من الاكتشافات المهمة التي سيتم الإعلان عنها قريبًا، مشيرًا إلى أن كشف سقارة الأخير كان له مردودًا قويًا في كافة دول العالم. وأضاف "حواس" أن الآثار المكتشفة مؤخرًا تعطي الكثير من المعلومات والبيانات حول الديانة في العصور الفرعونية القديمة، بالإضافة إلى المزيد من علوم وفنون التحنيط، موضحًا إعجابه الشديد بأداء الباحثين الأثريين المصريين في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن ما تم اكتشافه في منطقة سقارة لا يتعدي ثلث عدد الآثار بالمنطقة.