في أبو ظبي،وقبل انطلاق فعاليات الدورة لمهرجان ابوظبي السينمائي الدولي، اختتمت ندوة الانتاج المشترك التي تقام في نفس الموعد من كل عام،ضمن فعاليات مؤتمر"ذي سيركل" إحدي مبادرات لجنة أبوظبي للأفلام، حيث ناقشت الندوة طرق استكشاف صناعة الأفلام والمواد التلفزيونية في المنطقة،والقدرة علي الانتاج المشترك بين البلدان وإمكانية الوصول بها إلي جمهور العالم . وبعيداً عن تفاصيل ووقائع الندوة فجرعادل أديب العضو المنتدب لشركة "جود نيوز جروب" مفاجأة كبيرة بتأكيده أن الشركة ستعود للانتاج بقوة مطلع شهر ديسمبر القادم، وكان "اديب" قد انتهز فرصة دعوته للندوة ، وقام بعقد عدد من الاجتماعات مع عدد من المشاركين من صناع السينما في الوطن العربي والعالم. كانت إدارة مؤتمر"ذي سيركل" قد اختارت المخرج عادل أديب للاشتراك كمتحدث في الأقسام الثلاثة في الندوات الرئيسية للمؤتمر،حيث أقيمت الندوة الأولي في قسم "الشاشة"، الذي ضم عدداً من المتنافسين في قسم السيناريو ممن وقع اختيار إدارة المهرجان عليهم، وفي حلقة النقاش الخاصة بالتحديات التي تواجه صناعة المنوعات بالعالم العربي ، والتي أدارتها الإعلامية نشوة الرويني، تحدث "اديب" عن صناعة السينما المصرية،واهم تطوراتها ومشاكلها،كما شارك فيها المخرج والمنتج اللبناني جاد أبي خليل ممثل الرابطة الثقافية للسينما العربية، والمخرج الكويتي وليد العوضي والمخرجة السورية رشا شربتجي. أما الندوة الثالثة والأخيرة، والتي أدارتها الإعلامية هالة سرحان، فكانت في قسم "الأسواق الشرق أوسطية المتنامية"، وتطرق الحديث عن كيفية ربط الأسواق المحلية بالأسواق العالمية، ووجهت الدعوة أيضاً للمخرج عمرو عرفة والإعلامية نشوي الرويني والمخرج السوري مالك العقاد نجل المخرج الكبير مصطفي العقاد كما شارك عدد من رؤساء الشركات الأوروبية والأمريكية العالمية الكبري. وكانت الإعلامية نشوة الرويني، التي أدارت حلقة النقاش الخاصة بالتحديات التي تواجه صناعة المنوعات بالعالم العربي، قد استهلت الندوة بتقديم المشاركين ثم تطرق الحوار إلي المحاولات المتنامية لإيجاد حلقة لصناعة سينما عربية مشتركة وقطاع إعلامي قوي، حيث أكدت أن مبادرات "لجنة أبوظبي للأفلام" فرصة للاجتماع بخبراء من مختلف أطياف عالم السينما والاستثمار،بهدف إيجاد فرص جديدة لأولئك الجادين في التقدم بمسيرة صناعة الأفلام،وتشكيل فضاء تعاون وتنسيق، وتبادل للخبرات والأفكار والرؤي وصولاً إلي تحقيق ما نصبو إليه جميعاً من تميز في صناعة السينما، وقالت :"ندوة الانتاج المشترك فرصة للحوار بين الشخصيات المرموقة في مجتمع الإعلام حول القضايا التي تشكل صناعة السينما،خصوصاً بما هو معروف عن الدور الحيوي الذي تلعبه هذه الشخصيات بما تمتلكه من خبرات عالمية". وأضافت :"من الضروري التأكيد علي أهمية إلتقاء النخبة المتميزة من شتي أنحاء العالم لتسليط الضوء علي الطاقات الإخراجية والتمثيلية الإماراتية والعربية، والسعي نحو تكاملها، حتي تصل للمستوي المطلوب من التميز السينمائي العالمي، من خلال الاطلاع علي تجربة الآخر والاستفادة من مهاراته المكتسبة، وتذليل العقبات أمام صنّاع الأفلام، خاصة مع تزايد عدد الدول العربية التي توظف رأس المال والطاقات البشرية لإنتاج كيانات تليفزيونية كبيرة مثلما تفعل شبكة "الجزيرة" الإخبارية، وقنوات "أوربت" أو دخول بعض الدول في مجال صناعة السينما من خلال المهرجانات السينمائية أو غرف صناعة السينما أو صناديق الدعم مثل صندوق "سند" لتمويل الأفلام". الأوروبية والأمريكية علي أراضيها. وأشار المخرج الكويتي وليد العوضي، إلي أنه لا يوجد ما يسمي بالإنتاج المشترك في الدول العربية وأوضح بقوله :"العرب يتبعون مفهوم صناعة السينما في الطريق السريع،الذي لا يحمل أية إشارات فكرية أو رؤي تسمح بالقيادة السهلة، فهم يتبعون أسلوب "المقاولة" في انتاج الأفلام،وليست هناك لغة تفاهم بين صناع السينما رغم توافر المقومات ومن بينها رأس المال عند الخليج والمعرفة عند العرب، ومن ثم فإن حلم الانتاج المشترك قد يتحقق بعد أربعين سنة، أي بعد ولادة الوفاق والرؤية بين الصناع العرب"(!) في حين أشارت المخرجة السورية رشا شربتجي أنها لا تملك مثل هذه النظرة التشاؤمية تجاه إمكانية خلق كيان سينمائي يقوم علي الانتاج المشترك، وقالت: الدول العربية تملك عنصري التميز وهما الطاقات البشرية والموارد المالية، غير أن هناك هدراً كبيراً للمال وفي حالة وجود نظام يقوم علي الثواب والعقاب ستنجح عملية الانتاج المشترك بين الدول العربية وبين الدول المتقدمة في هذه الصناعة".هنا تدخل المنتج عادل أديب مؤكداً أن دول المنطقة تمتلك فنانين ومخرجين من الطراز الثقيل وعلي قدر كبير من الاحتراف،بدليل وصول بعضهم إلي العالمية.وقال : "صناعة الانتاج المشترك بين الدول تتطلب "خلطة" معينة لكن مشكلة "الأنا" بين شركات الانتاج العربية هي المشكلة التي ستقف عائقاً أمام هذه المسيرة". وأضاف :"هناك شقان في الموضوع؛ أولهما التعاون بين الهيئات السينمائية والأشخاص مثلما يحدث في مصر وسوريا ودول الخليج،والثاني لا قدرة لنا علي التحكم فيه،وهو شق الحكومات التي تسن قوانين صناعة السينما". وتحدث "أديب" عن أزمة "اللغة" التي يري فيها عائقاً كبيراً بينما أكد المخرج والمنتج اللبناني جاد أبي خليل أن الدول العربية باستثناء مصر لا تملك صناعة، مطالباً بأن يحصل الانتاج المشترك علي الدعم المادي من المؤسسات غير الحكومية،لكنه أوضح أن الموقف في لبنان معقد لأن هذه المؤسسات تحصل علي دعم من الوزارات. وعاد المخرج الكويتي وليد العوضي للإشارة إلي التجارب السينمائية المشتركة واصفاً التجربة الأوروبية بأنها اعتمدت علي الحكومات، بينما اعتمدت الأسيوية علي إرادة الشعوب مثلما حدث بين كوريا والصين، أما التجربة الأمريكية فأكد أنها بدأت من القطاع الخاص مثلما حدث مع شركة "وارنر برزر"، التي بدأت من خلال مجموعة من الأخوة أقنعوا والدهم بضرورة بيع أرض صغيرة لشراء كاميرا وهي تجربة تمثل روح المبادرة أو روح الفريق ووضعت أسس صناعة السينما. وأشاد "العوضي" بتجربة أبوظبي التي يري أنها تستحق الدراسة، من حيث إنشاء لجنة للأفلام وهيئة المنطقة الإعلامية التي تهتم بتطبيق الفكر المتطور علي عناصر الإبداع العربية، لكن "أديب" أكد أن السوق العربي لا يستوعب مثل هذه الأفكار. وأضاف : "أنا ضد دعم الدول والحكومات للسينما العربية، والانتاج السينمائي يفشل مهما بلغت قوة هذا الدعم، وكل ما نطلبه فقط هو تهيئة السوق". وفي معرض سؤاله عن أهمية وجود قسم يختص بالانتاج المشترك لدي الدول العربية المهتمة بصناعة السينما مثل مصر والدول التي تملك الإرادة ورأس المال قال:"هناك عقبة ستواجه هذه الفكرة تتمثل في البعد الجغرافي والسكاني، والدول التي تنفق الملايين في انتاج الأفلام لا تضع في اعتبارها عدد دور العرض التي تملكها أو مواصفات المنتج الذي ستسوق له". وضرب مثالاً علي مايقول بأن مصر تملك عدد من شاشات العرض السينمائية لا تتوافق مع عدد سكانها الذي يزيد عن 80 مليون نسمة، وطالب بضرورة تطبيق سوق العرض المفتوح الذي يعني مشاركة الفنانين العرب في الانتاجات السينمائية المصرية.