اثبتت مصر بانتصارها المعجز في السادس من اكتوبر 1973انها قادرة علي صنع المعجزات في احلك الظروف. فقد كان الاصدقاء قبل الاعداء يرون انتصارها مستحيلا في ظل التفوق التكنولوجي والعددي في الاسلحة والمعدات للقوات الاسرائيلية علي القوات المصرية. لكن التخطيط والاعداد المصري المتقن، والعزيمة القوية لضباطها وجنودها البواسل في تنفيذ خطط قادتهم هزموا بجدارة كل المستحيلات والمعوقات التي كانت تعترض تحقيق الانتصار الذي كشف عن عظمة المقاتل المصري، واعاد الارض والكرامة المصرية والعربية، وحطم اسطورة الجيش الذي لا يقهر كما حطم غطرسة اسرائيل التي ظنت ان العرب اموات لا خوف من بعثهم. قدم المصريون في حرب السادس من اكتوبر نماذج تم تدريسها فيما بعد في الاكاديميات والكليات العسكرية حول العالم. وحتي موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي ابان هذه الحرب لم يتمكن من انكار التفوق المصري بل قال في شهادته عن الحرب ان حالة التفوق العسكري الاسرائيلي قد انتهت الي الابد وشهد بقدرة المصريين علي استخدام الصواريخ والاسلحة التي توفرت لديهم بكفاءة عالية، وذلك بعد نجاحهم في اعداد المقاتل المصري علي مدي سنوات لتأهيله لحرب طويلة شاقة باسلحة متطورة تدرب عليها واستوعبها. وعلي الجانب الآخر استقبل الاطباء اعدادا كبيرة من الجنود الاسرائيليين الذين اصيبوا بصدمات نفسية وعصبية استلزمت العلاج وذلك لاول مرة في حرب للجيش الاسرائيلي. في ذكري هذا النصر كشفت وثائق افرجت عنها اسرائيل ان هجمة الجيش المصري علي القوات الاسرائيلية دفعت موشي ديان لوصف الحرب بأنها يوم القيامة واعرب عن خشيته من ان ينظر العالم لاسرائيل علي أنها نمر من ورق. واصابت جسارة الجيش المصري في القتال قادة اسرائيل بالارتباك والاستسلام لفكرة الهزيمة حيث اقترح ديان انسحاب القوات الاسرائيلية الي عمق 30 كيلومترا من قناة السويس وترك الجرحي في المواقع التي سقطت في الهجوم. وكشف محضر جلسة لحكومة الطواريء الاسرائيلية بعد يوم من بدء الحرب عن صدمة رئيسة وزرائها جولدا مائير التي شكت من ان تقارير الموساد كانت تؤكد ان الرئيس المصري انور السادات لن يجرؤ علي خوض الحرب. كانت حرب اكتوبرنقطة تحول عظيمة بالنسبة لمصر، وكشفت عن المعدن الحقيقي للمصريين الذين تحدوا اليأس ونجحوا في تحويل هزيمة يونيو 1967 الي انتصار عسكري بدأت بعده مسيرة تحقيق السلام من موقع القوة. استطاعت مصر تحويل الهزيمة الي نصر وتستطيع دائما تحقيق كل نصر تصبو اليه بالتكاتف وتوحيد الجهود، ولذلك تمتد اليها ايدي الشر محاولة بث الفرقة بين ابنائها كي ينشغلوا بما يلهيهم عن معركة التنمية والتطوير اللازمة للوصول بمصر الي المكانة التي تستحقها. يسعي هؤلاء الاعداء لاشاعة اليأس باستحالة تحقيق الامال. لكننا كما حققنا المستحيل في حرب اكتوبر قادرون دائما علي التغلب علي اي صعاب وتحقيق ما نصبو اليه من اجل مصر. وذلك باستنهاض روح اكتوبر في العمل الجماعي والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية ووقوف الشعب يدا واحدة لتحقيق الاهداف ولتحقيق النهضة التي تليق بمصر . فمصر فعلا تستطيع الكثير. في ذكري هذا النصر كشفت وثائق افرجت عنها اسرائيل ان هجمة الجيش المصري علي القوات الاسرائيلية دفعت موشي ديان لوصف الحرب بأنها يوم القيامة واعرب عن خشيته من ان ينظر العالم لاسرائيل علي أنها نمر من ورق. يكفي لكي تكون من اصحاب الملايين، والمليارات ان ترضي عنك الحكومة.. التي ان غاب عنك رضاها تجد نفسك عضوا في حزب الاغلبية الحقيقية في مصر، والمعروف باسم "حزب لله يا محسنين لله"..