ما هذه الأقدار وهذه الأفكار.. ما هذه المهاترات والافتراءات.. ماذا يحدث في مصر الآن وأمس وغداً.. ماذا يريد مروجو الفتن ومشعلو الحرائق.. ماذا يخطط هؤلاء؟؟ فلنقرأ معاً ونشاهد سوياً. اندلاع مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة احتجاجاً علي تصريحات مسيئة للقرآن الكريم التي أطلقها الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس وتم توزيع (سي دي) بعنوان كاميليا وأخواتها اللاتي أعلن إسلامهن. تقدم نجيب جبرائيل المحامي ببلاغ إلي النائب العام يطالبه فيه بالتحقيق مع الدكتور محمد سليم العوا بسبب تصريحاته التي قال فيها إن الكنائس المصرية بها كميات كبيرة من الأسلحة وأن أجهزة الأمن لا تستطيع مداهمتها. تقدم نبيه الوحش المحامي بإنذار قضائي إلي البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية بمطالبته بشلح الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس. نظم عشرات المحامين وقفة احتجاجية علي سلم نقابة المحامين احتجاجا علي تصريحات بيشوي. بيشوي يصف المسلمين بأنهم ضيوف علي مصر والأقباط. هكذا يضيع الوطن وهكذا ترتكب الأخطاء وهكذا تنفجر القضايا وهكذا تشتعل الحرائق.. ومن قبل ذلك هل نتذكر قصة محمد عطا ووفاء قسطنطين وكاميليا زاخر واعتكاف قداسة البابا وفتاوي الشيوخ الظلاميين. أسباب ذلك كله هو التعصب الأعمي.. فالتعصب هو ذلك الاعتقاد الباطل بأن الإنسان يحتكر لنفسه الحقيقة وأن غيره يفتقر إليها والتعصب الديني أسوأ أنواع التعصب ويرتقي إلي درجة الجرم.. فهو الذي يجعل صاحبه ينتمي دون تفكير واغلاق أبواب العقل ونوافذه إغلاقا محتماً.. ويريد الظلاميون ان يخاطبهم مريدوهم بأنهم المخلصون لهم وأنهم من يدلونهم علي طريق الايمان.. رغم ان هؤلاء أنفسهم لا يدركون معني لا الدين ولا الإيمان. لقد كانت - ومازالت هناك محاولات من بعض رجال الدين الذين لا يدركون حتي الدين الذي يزعمون أنهم حملة لوائه، فيمتنعون عن الاجتهاد فيه.. فقد قضي بعض من قادة هؤلاء علي المجتمع بالتأخر.. لأنهم يحاولون عبثاً حل معضلات المجتمع الحديث انطلاقا ممن يحفظون من حلول لمشاكل حدثت في عصور مختلفة فالتصور بأن حلول مشاكل محددة صالحة لكل المسائل في كل عصر لهو العجز عن إدراك كنه الحياة التي هي حركة متصاعدة تنجم عنها مشاكلها المعقدة والمنلونة وبلون المكان والزمان.. نعم لقد حافظ بعض رجال الدين علي مظهر لائق يميزهم عن بقية الناس ليضمن لهم الرهبة في نفوس العامة من الناس الذين يمزجون بينهم وبين الدين ويتحقق ذلك- وقد تحقق في فترات طويلة- بفعل الجهل المتفشي وتم الانتفاع بالدين وتوظيفه من أجل مصالح بعينها.. وهناك بعض الظلاميين الذين استهزأوا بالعقل.. وللأسف مازالت هناك طوائف في الألفية الثالث وقعت عقودا بمقتضاها صاروا وكلاء لأفكار وتفسيرات لا تتواءم مع روح العصر ومشاكله ولا مع روح الأديان وتساميها وتسامحها ولا مع دور الدولة ككيان واحد ووحيد لتنظيم علاقات البشر بعضهم ببعض وكذلك علاقاتهم بمؤسسات الدولة. وأخيراً فليحاكم كل من يساهم في إشعال الحرائق ويثير الفتن، كاتبا كان أم سياسياً رجل دين كان أم مفكراً.. إعلامياً كان أم صحفياً.. يجب أن يحاكم كل من يشارك في هدم الوطن تحت دعوة التدين الكاذب والأفاق.