فيما يبدو أنه استعداد مبكر لمرحلة ما بعد انهيار المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل استأنفت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس (أبو مازن) جهود المصالحة مع حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة منذ 14 يونيه 2007 حيث التقي وفد رفيع من الحركة برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق بهدف دفع جهود انهاء الانقسام قدما. وقد اتفق وفدان رفيعا المستوي من حماس وفتح خلال لقاء "اخوي وودي" في دمشق الجمعة علي عقد لقاء قريب بينهما في اطار مسار وخطوات التحرك نحو المصالحة الفلسطينية. ولم يدل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وعزام الاحمد عضو اللجنة المركزية وممثل فتح في الحوار مع حماس، باي تصريح في نهاية المحادثات التي جرت في مكتب مشعل في دمشق. وقال بيان تلي في نهاية الاجتماع الذي استغرق حوالي ثلاث ساعات، ووزع علي الصحفيين ان اللقاء "جري في اجواء اخوية وودية ورغبة صادقة من الطرفين لانهاء الانقسام". واضاف ان الوفدين استعرضا "نقاط الخلاف التي وردت في ورقة المصالحة التي اعدتها مصر في ضوء الحوار الوطني الفلسطيني الشامل والحوارات الثنائية بين حركتي فتح وحماس". وتابع ان فتح وحماس اتفقتا علي "عقد لقاء قريب للتفاهم علي بقية النقاط والوصول الي صيغة نهائية لهذه التفاهمات الفلسطينية مع كافة الفصائل والقوي الوطنية الفلسطينية". وأكدتا انهما ستتوجهان بعد ذلك الي القاهرة "للتوقيع علي ورقة المصالحة واعتبار هذه التفاهمات ملزمة وجزءا لا يتجزأ من عملية تنفيذ ورقة المصالحة وانهاء حالة الانقسام". وضم وفد حركة فتح سمير الرفاعي وصخر بسيسو بينما حضر في وفد حماس موسي ابو مرزوق وعزت الرشق ومحمد نصر. وكان الرشق اكد في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية ضرورة "انجاز التفاهمات الفلسطينية والتفسير المشترك للنقاط المختلف عليها" في ورقة المصالحة المصرية "بحيث تصبح هذه التفاهمات والورقة المصرية مرجعية لعملية المصالحة". ورأي ان ذلك يشكل "مخرجا كريما ومقبولا لجميع الاطراف". واوضح الرشق قبل الاجتماع ان اللقاء بين مشعل والاحمد الذي وصل مساء الخميس الي دمشق "كان ثمرة جهد بذله مشعل خلال لقاء مع رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان في مكة اثناء تادية مناسك العمرة" مطلع سبتمبر. واضاف ان "مشعل حث سليمان علي عقد لقاء بين حماس وفتح في اي مكان في دمشق او غزة او اي مكان آخر". واشار الرشق الي ان مشعل اكد "استعداده لمواصلة الجهود من اجل انجاز المصالحة وانهاء حالة الانقسام التي تؤثر سلبا علي مجمل الوضع الفلسطيني". وفي غزة، رحب اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة خلال خطبة صلاة الجمعة الماضية بهذا اللقاء. وقال "نرحب باستئناف الجهود اذا كانت جهودا حقيقية ومخلصة وتهدف الي تحقيق مصالحة وطنية تقوم علي اساسا تامين الشراكة السياسة والامنية". واضاف ان ذلك يجب ان يكون "علي اساس تامين الانتخابات كوسيلة حضارية للتداول السلمي علي السلطة وتأمين المرجعيات القيادية للشعب الفلسطيني في اطار منظمة التحرير الفلسطينية واعادة بنائها سياسيا واداريا لتضم كل ابناء الشعب الفلسطيني". وتقوم مصر منذ اشهر بدور الوسيط بين فتح وحماس المتخاصمتين منذ ان سيطرت حماس علي قطاع غزة في يونيو 2007. وكانت مصر ارجأت الي اجل غير مسمي توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بعدما رفضت حركة حماس توقيعه في الموعد الذي كانت القاهرة حددته وهو 15 اكتوبر 2009. وتوترت العلاقات بين القاهرة وحماس منذ ذلك الحين ووصلت الامور الي حد الازمة مع قيام مصر ببناء سور فولاذي تحت الارض علي طول الحدود بينها وبين قطاع غزة.