تابعت بشكل يومي الأخبار الخاصة بغيوم الرماد المتصاعدة من بركان آيسلندا والتي ادت الي تمديد الشلل الذي أصاب جزءا كبيرا من الطيران بأوروبا وحتي نهاية الأسبوع، بينما أكدت التوقعات أن "الأسوأ قادم" في الأيام المقبلة وسط قلق شركات الطيران مما ترتب علي إلغاء حوالي 70 ألف رحلة علي الأقل منذ بداية البركان وفاقت خسائرها أكثر من مائتي مليون دولار يوميا. وبدأت ثورة البركان التي حدثت للمرة الأولي خلال نحو 200 عام، عندما بدأ انبعاث الدخان والحمم من عدة فوهات من نهر أيافيالايوكول الجليدي بامتداد صدع وبسببه امتدت سحب الرماد صعودا في الاجواء مما أدي الي الشلل التام وصعوبة بالغة في الملاحة الجوية. والموضوع جد خطير من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية ولابد لنا ان نأخذه مأخذ الجد كما فعلت معظم دول العالم وعلينا ان نتعلم كيفية ادارة الأزمات سواء كانت داخلية أو واردة لنا من الخارج فمن المؤكد أن الناقل الوطني وأعني شركة مصر للطيران تأثرت تأثرا بالغ امن تعطل رحلاتها حول العالم وسبب خسائر فادحة ويضاف اليها تكاليف الصيانة اليومية التي لابد من اتمامها يوميا للطائرات علي الأرض مما يزيد من الاعباء المالية علي الشركة الوطنية والتي كانت قد قفزت مراحل متقدمة في عهد الوزيرالفريق النشيط أحمد شفيق وتكونت غرفة عمليات لتتعامل مع الحجوزات الملغاة وتدبير أماكن جديدة عند افتتاح المطارات المعنية ولكن لنا عتاب هنا وهو ان يحاول المسافر الاتصال مرارا وتكرارا فلا مجيب أو يكاد يجيب بعد جهد جهيد فالازمة لا تحتمل ضغطا عصبيا علي المسافر اكثر مما هو فيه وعلي القاريء محاولة الاتصال برقم 1717 المخصص لمصر للطيران في أي وقت وستكون النتيجة أن يرتفع ضغطك العصبي حيث لا يمكن اكمال الاتصال هل هذا تصرف طبيعي أوعدل في ظل في هذه الازمة والارتباك؟ وحسنا فعلت وزارة السياحة حيث علمنا بانه جاري تسكين السياح العالقين في مناطق شرم الشيخ والغردقة والاقصر وأسوان علي نفقة الدولة فهذا تصرف حضاري يعكس حسن ضيافة الشعب المصري رغم الاثار السلبية علي صناعة السياحة بشكل عام بعد توقف وصول أي افواج سياحية من أوروبا الا انها ومن المؤكد ستساهم في اعطاء صورة مشرفة ستنعكس مستقبلا علي السياحة مستقبلا عند استئناف الرحلات الجوية. قامت معظم البلدان بالاتصال بمواطنيهم العالقين بالدول الاوروبية وطمأنتهم وقامت دول الخليج بالتكفل بالاعاشة بالكامل في الفنادق لهم حتي يتم فتح المطارات ويعودوا سالمين الي بلدانهم. من المؤكد أيضا أن حركة التصدير والاستيراد قد توقفت تماما مما يؤثر بالسلب علي اقتصاديات بعض المشاريع الخاصة مثل تصدير الخصروات والورود التي جرت العادة علي تصديرها عن طريق الطيران وخاصة أنها سريعة التلف فلا تتحمل الشحن البحري اما الواردات من الادوية والامصال فنأمل أن يكون لدينا الفائض الكافي الذي يتم استيراده من الخارج وخلال هذا الهلع والقلق الذي عم معظم دول العالم لم أجد وسائلنا الاعلامية تتعامل مع الموضوع بالشكل الذي يتناسب وحجم هذه المأساة فالأمر يقتصر علي خبر فقط ولا يتناول توابع هذه المأساة وتأثيرها علي الاقتصاد المصري أو ايجاد الحلول البديلة وكيفية التعامل مع الأزمة مثل تخصيص خط ساخن للاجابة علي أي استفسارات سواء من المواطنين او ضيوف مصر العالقين من السياح الاجانب والذين يقدر عددهم بحوالي 17 ألف سائح في مصر طبقا لاحصائيات قطاع الرقابة علي الفنادق والقري السياحية. حماك الله يا مصر،،،،،، والله الموفق،،،،