تسببت غيمة الرماد المتصاعد من بركان في آيسلندا في تمديد الشلل الذي أصاب جزءا كبيرا من الطيران بأوروبا ، بينما أكدت التوقعات أن الأسوأ قادم في الأيام المقبلة. وبعد أن أغلقت ثمانية مطارات الخميس الماضي اضطر استمرار تصاعد الرماد البركاني أمس الجمعة عدة دول إلى تمديد فترة العمل بإجراء وقف الطيران حتى مساء اليوم السبت في الدانمارك و هولندابلجيكا وفنلندا, وسط قلق شركات الطيران التي فاقت خسائرها مائتي مليون دولار. بدورها ستكون مطارات باريس الثلاثة مغلقة مساء اليوم السبت , وفي المجموع سيشمل الإغلاق 35 مطارا في كامل فرنسا , كما ستغلق إيطاليا مطاراتها بشمال البلاد. وفي بريطانيا أعلنت مصالح مراقبة الطيران أن السواد الأعظم من المجال الجوي سيظل مغلقا حتى اليوم السبت ، معربين عن أملهم بالعودة تدريجيا للرحلات خاصة في "مانشستر" و"ليفربول". وفي ألمانيا مدد غلق المجال الجوي في 16 مطارا دوليا بينما ألغت شركة "لوفتهانزا" للطيران كل رحلاتها بألمانيا حتى ظهر السبت. وتوقفت حركة الطيران الجوي بشكل شبه كلي ببلدان البلطيق إضافة إلى تشيكيا والنمسا والمجر وشمال غرب رومانيا وبولونيا بما فيها كراكوفيا جنوبها حيث ينتظر وصول شخصيات وبعثات دولية الأحد لمراسم جنازة الرئيس ليخ كاتشفسكي الذي لقي حتفه بحادث طائرة في روسيا. واضطرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي كانت عائدة من زيارة للولايات المتحدة إلى الهبوط في البرتغال، ومن المتوقع أن تمضي الليل في لشبونة. ورجحت هيئة مراقبة الطيران الأوروبية أن تكون نحو 12 ألف رحلة قد سيرت أمس الجمعة, مقارنة بنحو ثلاثين ألفا في الظروف العادية. وبدأ البركان ثورته الأربعاء للمرة الثانية خلال شهر من تحت النهر الجليدي أيافيالايوكول ما تسبب في تصاعد الرماد البركاني لارتفاع بين ستة و11 كيلومترا في الجو. وقال مسؤولون: "إن البركان لا يزال يلقي بحممه وسيستمر الرماد في التصاعد في سماء أوروبا، رغم أن البركان قد يهدأ في الأيام القادمة". ويحتوي الغبار البركاني على جسيمات ضئيلة من الزجاج والصخور المفتتة التي يمكن أن تتلف محركات الطائرات وهياكلها. في الوقت ذاته, حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الرماد البركاني قد يفاقم حالة المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي. وقالت مديرة الصحة العامة وإدارة البيئة في المنظمة الدكتورة ماريا نيرا إنه يمكن تعريف الجسيمات وفقا لقطرها، وإذا كان حجمها أقل من 10 ميكرونات (واحد بالألف من الميلليمتر) تكون شديدة الخطورة لأنه باستطاعتها اختراق الأجزاء العميقة من الرئتين. وأظهرت تحاليل عينة من الرماد البركاني الآيسلندي أن حوالي 25% من هذه الجسيمات دون 10 ميكرونات. وحذرت المنظمة الذين يعانون من الربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والتهابات الشعب الرئوية من أنهم قد يكونون أكثر عرضة للأذى من غيرهم إذا تبين أن الرماد في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي يحتوي على نسبة عالية ومركزة من هذه الجسيمات. وقالت نيرا إنه : بما أن طبيعة الرماد تختلف من بلد إلى آخر اعتمادا على درجة حرارة الرياح والهواء فإن نصيحتنا هي الإصغاء لنصائح المسئولين الصحيين العامين للحصول على النصيحة التي تتعلق بكل حالة على حدة.