أرجع عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية معاناة الوضع العربي نتيجة أزمة ثقة التي تصاعدت حتي بلغت الذروة ووصل الأمر بالعلاقات العربية إلي درجة خطيرة من الاضطراب حتي أصبح يؤثر فيها من الأمور توافهها، وفتحت بوابات العرب لتدخل سياسات دولية وإقليمية معاكسة مع القضايا العربية الرئيسية والمحورية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية. وصار العبث بالمقدرات والقرارات العربية سهلا ميسورا وفي متناول من يريد التأثير علي المصالح العربية أو تخريب العلاقات العربية بأقل جهد ليحدث شروخا عميقة في وحدة الصف العربي أو تمييع القضايا وإعادة الحقوق. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن إسرائيل تمضي في زحمة الخلافات العربية في تنفيذ مخططها في القضاء علي فرص السلام المتوازن بالامعان في تهويد القدس واستيطان الأرض وفرض المزيد من القيود علي المسجد الاقصي وغزوه بمجموعات من السرقة والدهاء بتواطؤ من سلطات الاحتلال والادعاء بملكية إرث ديني ولكن بمقصود سياسي يؤكد بقاء الاحتلال في قلب الوطن العربي. جاء ذلك أمام المؤتمر السادس عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد أمس بمقر مجلس الشعب. وأشار عمرو موسي إلي ان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية كهدف للعمل السياسي يبتعد يوما بعد يوم عن التحقق كما بات واضحا تراجع الإرادة الدولية عن موقعها الحاسم إزاء سياسة تكثيف الاستيطان الإسرائيلي وعجزها عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء هذه السياسة وتداعياتها التي لن تستقيم معها مفاوضات تفترض انها تسهدف تحقيق السلام العادل. وقال موسي ان الأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان لاتزال تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي ويجب ان يظل هذا الوضع أحد المحاور الأساسية للسياسة العربية والمحرك الرئيسي لخطط تعمل علي تحقيق الانسحاب الكامل منها واعتباره هدفا لا تراجع عنه.. وأوضح موسي أن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والاصرار علي الحقوق وتأكيد المصداقية السياسية لا يصح أن يعتبر تطرفا، والتفريط بشأنه سياسة خاطئة ومسئولية سوف نحملها أمام التاريخ الذي لن يرحم، ودعا موسي إلي تأكيد الوقفة العربية الحاسمة إزاء سياسة الاستيطان والتهويد الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة. وأعرب عن أمله في استمرار التحرك والضغط العربي للعودة إلي مجلس الأمن ووقف تهميش الأممالمتحدة وعدم الارتكان إلي الوعود الكاذبة أو التعامل مع عمليات الخداع السياسي ودعا إلي اتباع القول الصادق.. لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ولقد لدغونا عشرات المرات وآن الأوان لعودة اليقظة والوعي العربي. وقال موسي ان التحديات التي تواجه العالم العربي لم تقتصر فقط علي القضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي واستمرار احتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري وأجزاء من لبنان ولكن هناك قضايا أخري نواجهها تتمثل في الوضع في العراق والسودان واليمن واريتريا والقمر المتحدة. وأشار موسي إلي مواجهة العالم العربي لتحديات خطيرة تتمثل في الفجوة العلمية التي تزداد اتساعا مع تدني مستوي التعليم والبحث العلمي ومستوي الثقافة العامة وهو ما تتهاوي بسببه الثقافة العربية وتضعف به الأمم، ودعا إلي ضرورة بلورة استراتيجية عربية للنهوض بالتعليم والثقافة والحفاظ علي الهوية الثقافية العربية. وقال نورالدين بشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي إن المؤتمر ينعقد في ظروف غاية في الدقة بسبب المخطط الصهيوني الذي تحاول إسرائيل تمريره لتحويل فلسطين إلي دويلة مشلولة والغاء حق العودة للفلسطينيين. وقال الضعف العربي وشعور إسرائيل بالقوة وغياب العدالة وتمزق الصف الفلسطيني وراء الغطرسة الإسرائيلية ودعا إلي ضرورة تحويل نطاق الضعف العربي إلي قوة عن طريق صياغة استراتيجية عربية.