قال الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية: لا أسعي إلي أن اكون رئيسًا لمصر ولكنني أسعي إلي أن اكون اداة للتغيير ولكن إذا اراد الشعب أن اكون رئيسًا للجمهورية فإنني لن أخذله وإذا توافرت لي الضمانات التي تؤهلني لخوض الانتخابات القادمة فسوف أتقدم للترشح في انتخابات الرئاسة وإذا لم يحالفني الحظ في خوض الانتخابات فإنني سأواصل واستمر في الاصلاح السياسي لأنه مصير وطن وإصلاح شعب. وأضاف البرادعي في حوار خاص في فيينا في برنامج "القاهرة اليوم" أول امس مع الإعلامي عمرو أديب بانه لابد من أخذ خطوات جادة من أجل تحقيق نظام ديمقراطي يكفل للشعب حقه في أن يقرر من يحكمه ويحقق المساواة والعدالة الاجتماعية بين المواطنين كما انه يجب أن نسير بخطي ثابتة نحو بناء مجتمع حديث قائم علي الاعتدال والحداثة يتحقق فيه السلام الاجتماعي والذي لا يحدث إلا بالاعتراف بوجود مشكلة لدينا. وأشار إلي أن الحكومة إذا وجدت غالبية الشعب المصري يريد التغيير قبل إجراء الانتخابات الرئاسية فمن الممكن أن نري تغييرًا ولهذا فإنني اتمني أن يبدأ الاصلاح السياسي من النظام مع باقي أفراد الشعب كما إنني كمواطن مصري لا أمتلك سوي قوة الحجة، وأكون سعيدًا إذا رحب النظام بالاستماع لرؤيتي نحو الإصلاح لأننا عشنا علي مفهوم اسمه الديمقراطية منذ 50 عامًا ولكننا لم نفهم معني الديمقراطية حتي الآن. كما أوضح بأن الدستور المصري يمنع حوالي 7 ملايين مصري بالخارج من حق الانتخاب وهذا يعني أن مصر بدستورها الحالي تخالف التزاماتها الدولية. كما ذكر انه كمواطن مصري حزبه الحقيقي هو الشعب المصري وقال أنا جزء منه ومسألة إنضمامي لأي حزب سياسي للترشح من خلاله مقيدة لي لأن الطريقة التي يتم بها تأسيس الأحزاب في مصر معيبة ولا تتم من خلال انتظار الجهة المسئولة عن تأسيس الحزب كما يحدث في الخارج وحتي إذا تم انضمامي لأي حزب فلن أترشح للانتخابات إلا بعد 5 سنوات ولهذا فإنني في حالة قبول الشعب لي فإنني ارغب أن اخوض الانتخابات مستقلاً. أشار البرادعي إلي أن مجلس الشعب لا توجد به إنتخابات حرة ونزيهة كما أن نسبة تمثيل أحزاب المعارضة بداخله تتراوح ما بين 3 إلي 5% وهي في الواقع لا تعبر عن وجود نظام ديمقراطي في مصر . وأضاف : "بالنسبة للإنتخابات الرئاسية في مصر فانني أري انه لا يوجد نظام ديمقراطي في العالم كله ينتخب رئيسه أكثر من مرتين". كما قال " ومن ناحيتي فانني أتمني أن يحيا أي مواطن مصري حياة كريمة ولكن للأسف فهذا غير موجود في مصر فلا يوجد تعليم حقيقي ولا مجانية في التعليم وفي مجال الصحة لا يوجد علاج حقيقي وتأمين صحي جيد كما انني أحلم بأن نكون دولة منتجة دولة زراعية ولا مانع من وجود مجالات للبحث والتطوير". أضاف البرادعي إذا اصبحت رئيسًا لمصر فلابد أن تكون هناك رؤية مستقبلية للتعليم في مصر من خلال وجود لجنة مصرية تفكر في مستقبل التعليم عام 2020، ويكون لدينا أفضل خبراء في التعليم ويكون كل مواطن مصري مشاركاً في هذا الحلم الجميل. إذا استطعت أن احقق التغيير والاصلاح السياسي في مصر من خلال تحويل مصر لمجتمع ديمقراطي فإنني في نهاية عمري أكون قد حققت أكبر إنجاز والتاريخ سيذكر هذا الإنجاز وبالتالي الإنجاز لا يكون أن اصبح رئيسا للجمهورية ولدي مشاكل كبيرة للمواطنين ولكن إذا اصبحت رئيسًا وقمت بإصلاح سياسي وقمت بحل مشاكل الشعب. وانزعج البرادعي حول ما ردده البعض من انه مزدوج الجنسية وأشار إلي أن من يقول ذلك يدل علي أن هناك تدنيا أخلاقيا لديهم قائلا : "ففي حياتي كلها لم تكن لدي سوي الجنسية المصرية وللأسف من أطلق هذه المهاترات هو رئيس تحرير جريدة قومية وعلي من قال هذا الكلام غير الصحيح أن يثبته إذا كان محقًا في كلامه". واستنكر البرادعي عدم إذاعة احتفالية جائزة نوبل في مصر التي حصل عليها فكان من الأفضل أن يفخر الشعب المصري بي كعالم شرفت مصر في المحافل الدولية. وأشار البرادعي إلي أن علاقته بالرئيس مبارك علاقة مودة واحترام وحينما اقابله في مصر اتحدث معه في شئون مصر الداخلية والخارجية وبالتالي فإنني لا أهاجم أشخاصا ولكنني أهاجم سياسات لأن مهاجمة الشخص هي عدم ثقة بالنفس ودليل علي عدم معالجة الأمور بعقلانية. كما أوضح البرادعي بأنه إذا ترشح للإنتخابات وكان لديه برنامج سياسي مقبول فإنه لن يهمني من أمامي من المنافسين كما انني لا أهتم أن اكون رئيس جمهورية بنسبة 1% ولكني كل ما يهمني أن تكون نسبة الإصلاح أكثر من 50%. ومن ناحية أخري لا أنظر إلي جمال مبارك كرئيس مصر القادم لأن هناك فترة طويلة قبل الإستعداد للانتخابات الرئاسية وإذا فاز مرشح الحزب الوطني من خلال إنتخابات نزيهة فإنني من الطبيعي ان احترمه وبالاضافة إلي ذلك فلابد من تحقيق مبدأ تداول السلطة وضخ دماء جديدة من أجل تحقيق مصلحة مصر. وأشار علي المستوي العربي إذا اصبحت رئيسًا لمصر فلابد أن يكون هناك تفكير لكيفية تطويع سياسة مصر والدول العربية لصالح وجود حل للقضية الفلسطينية. كما ذكر البرادعي بأنه إذا اصبح رئيسًا فإنه لن يمانع من أن يؤسس الاخوان حزبا له مرجعية دينية لأن الدستور المصري ينص علي أن الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع وطالما أن هذا الحزب يتناسب مع القيم التي وافق عليها الشعب في الدستور وطالما يعملون بأسلوب سلمي فلا غبار علي إنشاء حزب لهم لأن الاخوان في النهاية جزء من الشعب المصري. وأشار إلي انه في حال أصبحت رئيسًا للجمهورية لابد من أن يتم بناء الكنائس وتكون هناك حرية في ذلك مثل بناء المساجد كما انه لا يمنع أن يكون رئيس مصر قبطيًا. كما ذكر بأن الفساد في مصر سببه غياب الديمقراطية فلابد من تحقيق مبدأ المحاسبة والشفافية فترتيب مصر في الشفافية الدولية رقم 111 علي مستوي العالم لأن هذا يدل علي اننا نظام بيروقراطي فاسد. واختتم حديثه بأن الهدف من زيارته إلي مصر هو طرح أفكاره نحو الإصلاح السياسي وقال بانه يتمني أن يقابل الكاتب الكبير فهمي هويدي وعلاء الأسواني وإذا طالب الاسلاميون ممثلين في جماعة الإخوان المسلمين في مقابلتي فإنني بالطبع سوف لا أمانع.