لماذا شعرنا بان الفرحة تملكتك بشدة عندما اعلن عن منح فيلم "هليوبوليس" شهادة تقدير في الدورة الاخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي؟ - بصراحة.. لا انكر فرحتي بهذه المجموعة من الشباب الذين قاموا بمجهود رائع وجبار في سبيل انجاز هذه التجربة الفنية الجميلة فهي تجربة تحمل الكثير من الابتكار والابداع والتطوير سواء علي مستوي الفكرة او الصورة او من حيث الاسلوب الذي لم نعتده كثيرا في السينما المصرية ولهذا كانت سعادتي كبيرة بالنجاح النقدي للفيلم وان كنت اتمني ايضا ان يحقق نجاحا جماهيريا كبيرا. وكيف فاتك ان تهنئي نفسك علي دورك الجميل والمميز في الفيلم؟ - لا اريد الحديث عن نفسي لكنني سأشير الي الشخصية التي لعبتها في فيلم "هليوبوليس" لانها كانت مميزة بالفعل وجديدة، فهي المرة الاولي التي تقدم فيها السينما المصرية شخصية سيدة يهودية مازالت تعيش في مصر، وتسعي جاهدة لكي تخفي حقيقتها عن الناس من حولها ولا تفصح عن هويتها الا في اللحظة التي يقوم فيها شاب- خالد ابوالنجا- باجراء بحث جامعي عن الاقليات الموجودة في مصر، ومن بينها اليهود لحظتها جلست معه لتقص عليه ذكرياتها وسيرتها في الماضي واذا كان هناك من أثني علي في الفيلم واشاد بادائي للشخصية فانني اسجل هنا ان مشاهد من دوري تعرضت للحذف لكنني سعيدة بالجمهور الذي شاهد الفيلم وأهنيء نفسي كواحدة من المشاركين في هذه التجربة. لكنك منزعجة من المشاهد التي تعرضت للحذف؟ - بالطبع، لانها كانت مشاهد مهمة جدا في رأيي، حيث كنت احكي فيها عن ذكرياتي، وقدمت فيها اشكال من التعبير والانفعالات المتباينة والتمثيل الجيد بكل تأكيد، لكن اعود للقول: "الحمد لله". ألم تخش رد الفعل السلبي للمتلقي البسيط عندما يراك في شخصية امرأة يهودية؟ - علي الاطلاق، فالشخصية تؤكد ان مصر كانت "حاضنة للثقافات والديانات" وكان يخيم علي مجتمعها التسامح وقبول الاخر وهذه السيدة دليل واضح علي هذا الذي أقول، فهي مازالت تعيش في مصر وان كانت وحيدة بالطبع ولا تملك من حطام الدنيا سوي ذكرياتها في مصر مع اهلها واصدقائها والمقربين لها الذين رحلوا وايضا ذكرياتها في القاهرة والاحياء القديمة التي كانت تتميز بخصائص فريدة وتغيرت مع مرور الزمن واختفت معالمها القديمة وكما سبق ان ذكرت فهي شخصية مثيرة وجديدة ومختلفة واتصور انها اضافت لي كثيرا. عرفنا نجوما وفنانين كبارا ينظرون باستياء لما اطلق عليه "سينما الشباب"، فكيف وافقت علي التجربة؟ وكيف ترين العمل مع هؤلاء الشباب؟ - في رأيي ان "سينما الشباب" سينما رائعة ومن ناحيتي أكن لها ولأصحابها احتراما كبيرا فانا متابعة جيدة لهذه السينما والاعمال التي افرزتها لذا لم اتردد كثيرا عندما عرض علي سيناريو "هليوبوليس" ووافقت علي الفور ليقيني ان مشاركتي هؤلاء الشباب هي بمثابة دعم ومؤازرة لهم في هذه التجارب الجديدة، بالاضافة الي ان الدور نفسه يضيف لي كثيرا، ومازلت علي استعداد لتقديم يد العون لهؤلاء الشباب وغيرهم لانني اثق في قدرات هذا الجيل واعرف انه يملك امكانات هائلة. كيف كانت علاقتك بفريق العمل، وكلهم صغار السن؟ - لقد نشأت بيني وبينهم علاقة صداقة وحب وبعضهم اعرفه جيدا، مثل حنان مطاوع التي تربطني ووالدها الفنان القدير الراحل كرم مطاوع صداقة وعلاقة انسانية كبيرة وكان استاذا بمعني الكلمة اما بقية فريق العمل فقد كنت انظر اليهم بوصفهم دماء جديدة تضخ في شرايين السينما المصرية وامتدادا طبيعيا ومطلوبا للاجيال السابقة وعلينا كفنانين كبار ان نساعدهم ونشاركهم من اجل ان يكتسبوا الخبرة اللازمة وهم في حاجة اليها بالفعل وعلي نجومنا الكبار الا يمتنعوا عن مساعدتهم ولا يتأخرون عن الوقوف بجانبهم. كيف كان شعورك ورد فعلك عندما عرض عليك المخرج والمؤلف احمد عبدالله السيناريو؟ - لابد ان اشيد اولا بالمخرج احمد عبدالله، فهو "عبقري" وتجربة فيلم "هليوبوليس" تؤكد ميلاد مخرج جديد وجميل قادر علي ان يثبت نفسه علي الساحة في المستقبل القريب ففي اللحظة التي عرض فيها السيناريو علي اندهشت لانه كان مكتوبا بطريقة عجيبة وجديدة، فقد كان عبارة عن مجموعة قليلة من الاوراق، وترك لنا مهمة ارتجال الحوار اثناء التصوير وهو الامر الذي اسعدني كثيرا، خصوصا ان المخرج لديه وعي وفهم بالتكنيك السينمائي وامكانية تطبيقه بشكل جديد وجيد ويملك اضافات فنية كثيرة الامر الذي يسهم في نجاح العمل الفني. هل لديك ما يمنع من المشاركة في افلام السينما المستقلة والتجارب التي تنتمي الي نوعية "هليوبوليس" في المستقبل؟ - ولم لا؟ فانا اشجع هذه التجارب، واشعر ان لدي طاقة كبيرة وهائلة لمواصلة العمل وبذل الكثير من العطاء لان الوقوف امام كاميرا السينما يمثل بالنسبة لي متعة وعشقا ولن اتردد في الموافقة علي اي عرض جديد سيأتيني للمشاركة في تجارب من هذا النوع، خصوصا لو كان الورق جيدا ومكتوبا بطريقة مبتكرة مثلما حدث في "هليوبوليس" ومن قبله "خلطة فوزية" الذي جاب الكثير من المهرجانات وحصد العديد من الجوائز، فالاختيار الجيد للعمل الذي يشارك به الممثل البداية لاي نجاح يتحقق وانا بحكم خبرتي الطويلة استشعر النجاح بمجرد ان اقرأ السيناريو ثم اشرع في تصوير العمل وهذا ما استشعرته لفيلم "خلطة فوزية" ثم "هليوبوليس". ألا تلاحظين ان هذا العام كان "وش السعد" عليك بعد تكريمك وفريق عمل مسلسل "قاتل بلا اجر" ايضا؟ - احمد الله علي هذا النجاح، و"لكل مجتهد نصيب" فالمسلسل الذي كتبه القدير مصطفي محرم واخرجته رباب حسين، كان جيدا ايضا من حيث النص والفكرة وفريق العمل بأكمله بذل مجهودا كبيرا في الارتقاء به وسعدت ايضا بالمشاركة فيه مع الاعزاء: حسين فهمي وفاروق الفيشاوي وكل فريق العمل، وفرحت لانه حظي بالتكريم، فانا مازلت اسعد بالتكريم وافرح بالجوائز، وسأظل كذلك دائما لان الجوائز تنصف صاحبها، وتكافئه علي مجهوده وتؤكد انه مازال لديه ما يضيفه ونجاح العمل يجعلني سعيدة وكأنه اول عمل في حياتي.