ظهرت حركة الحوثيين في شمال اليمن في نهاية التسعينيات بقيادة حسين بدر الدين الحوثي الذي استغل ما يسمي بتنظيم الشباب المؤمن الذي كان قد تأسس عام 1990 كمنتدي لتدريس العقيدة الشيعية الزيدية في منطقة صعدة، وذلك بعد أن انشق عن حزب الحق الذي كان حسين الحوثي أحد قياداته البارزة.. فضلا عن عضويته في مجلس النواب اليمني بعد فوزه في انتخابات عام 1993 كنائب عن منطقة نفوذه وعشيرته في صعدة. والجدير بالذكر أن تعداد اليمن الأخير والذي تم في عام 2002 أثبت أن ثلاثين بالمائة من الشعب اليمني ينتمون للمذهب الشيعي الزيدي أي لأصل "شيعة زيود".. وقد تركز نشاط حركة الحوثيين ولسنوات طويلة في الأنشطة الفكرية والثقافية، وذلك حتي عام 2002 فقررت الحركة أن تبدأ في التركيز علي الأنشطة السياسية فتحول الاتجاه من الأنشطة الثقافية إلي النشاط السياسي إلي أن وصل الأمر إلي العمل في الاتجاه السياسي دون غيره، وبدأت هذه الاتجاهات تأخذ النشاط المعارض للحكومة والنظام اليمني ولسياسات الرئيس علي عبد الله صالح والإعلان عن هذه المعارضة بصورة علنية بعد أن كانت تعمل في الخفاء. وفي عام 2004 قررت الحركة دعم نشاطها السياسي المعارض بنشاط عسكري مناهض للنظام اليمني وبدأت في شن غارات علي معسكرات ودوريات القوات اليمنية وعمل كمائن لبعض وحدات القوات المسلحة في منطقة نفوذ الحوثيين والواقعة بين منطقة الجوف شرقا وحتي ساحل البحر الأحمر غربا وجنوبا من المنطقة الواقعة شمال العاصمة صنعاء وتصل حتي الحدود السعودية في شمال اليمن.. وأوقعت بالفعل العديد من الخسائر في الأرواح والمعدات لدي القوات المسلحة اليمنية التي استشعرت بخطورة الموقف فقامت بشن الحرب الأولي ضد الحوثيين وحشدت لذلك قوة من ثلاثين ألف مقاتل ودعمتهم بالصواريخ والمدفعية والقوات الجوية ونجحت في إلحاق خسائر جسيمة في عناصر الحوثيين وقتل خلالها زعيم الحركة حسين بدر الدين الحوثي، واعتبرت القوات اليمنية هذا الانتصار بأنه الحاسم ضد هذه الحركة.. إلا أن الواقع كان خلال ذلك حيث بدأت المرحلة الثانية من الصراع بتولي والد حسين المدعو عبدالله الحوثي قيادة الحركة. استمر الصراع والحروب بين القوات اليمنية والحوثيين حتي الجولة السادسة الحالية والتي امتدت لتشمل جبل الدخان داخل حدود المملكة العربية السعودية التي قامت بالرد العسكري المناسب مستخدمة قواتها المسلحة المدعومة بالقوات الجوية لدحر هؤلاء المتمردين حفاظا علي الحدود السعودية والأراضي السعودية من الدخلاء. ومن البديهي أن هناك من يمول الحوثيين بالمال ويدعمهم بالسلاح وإلا فما هو التفسير لاستمرارهم في القتال طوال هذه المدة دون أن تنفد منهم الذخيرة والعتاد.. فضلا عن الدعم الفني والتكتيكي.. اليمن تتهم إيران والتيار الصدري العراقي في دعم الحوثيين وتقوية شوكتهم في هذا القتال، وقد أوضحت بعض أجهزة المخابرات في تحليلاتها المنشورة في الوسائل العلنية أن إيران ترسل الإمدادات العسكرية بالسفن التي تخرج من إيران وتفرغ حمولاتها في ميناء عصب الإريتري، ثم تنقل بزوارق صغيرة إلي الساحل الشمالي لليمن في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. هذا من ناحية أما من الناحية الأخري فتقدم القاعدة دعمها أيضا للحوثيين ووصل الأمر إلي إرسالهم مدربين وخبراء عسكريين للمساعدة في التخطيط التكتيكي للمعارك، وعلي الرغم من أن القاعدة تنتهج النهج السني، وأن إيران تنتهج النهج الشيعي.. إلا أنه قد تلاقت المصالح المشتركة للجانبين مع الحوثيين بهدف الضغط من الحدود الجنوبية علي المملكة العربية السعودية، فضلا عن انتشار القوة الإقليمية لإيران في المنطقة العربية خاصة الخليج لإثبات الهيمنة الإيرانية بها بعد أن ثبت ذلك في جنوب لبنان عن طريق حزب الله، وفي قطاع غزة عن طريق حركة حماس ولإعطاء الإشارة الحمراء لبعض دول الخليج الأخري، خاصة البحرين والتي بدأ النشاط الشيعي بها يأخذ طابع العنف، ويقول المحللون إن البحرين هي التالية في الدور لتثبت إيران تواجدها وتكرسه في منطقة الخليج. كما تبغي إيران تقوية الحوثيين في شمال اليمن للهيمنة علي باب المندب حتي تستطيع مع القاعدة الموجودة في الصومال حاليا السيطرة علي المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.