بعد أن انقضتْ عدّة مراحل علي افتتاح الدوريات في دول أوروبا بدأتْ تظهّر مُبكراً نتائج الصفقاتْ والتعاقداتْ الجديدة علي الأندية، حيثُّ كان هناك عدّة صفقات حققتْ نجاحاً باهراً منذُّ اللحظّة الأولي وهو الأمر الذي انطبق علي العديد منْ النجوم أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو المنتقل حديثاً إلي صفوف نادي ريال مدريد الإسباني، والنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الوافد الجديد لنادي برشلونة الإسباني، والمهاجم التوغولي إيمانويل إديبايو المُنضّم حديثاً إلي صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي وغيرهم الكثير والكثير. ولكّنْ هذا النجاح قابلهُ في الطرف الآخر فشل كبير، حيثُّ إنّ الأندية التّي رحلّتْ منها تلكّ النجوم ما زالت تُعاني ولم تّجّدْ اللاعب البديل الذي سيخلّف تلك النجوم في أنديتها، ولعلّ الأمر باتّ واضحاً للجميع منْ خلال المباريات التّي أقيمّت في الأسابيع الماضية والتّي كانت نتائجها محلْ شّك. إذاً ان التألّق اللافت لبعضْ اللاعبين مع أنديتهم الجديدة قابلهُ فشل ذريع في الجهة الأخري، وهو الأمر الذي وقعت به أندية مانشستر يونايتد الإنجليزي وميلان الإيطالي وليفربول الإنجليزي وفردير بريمن الألماني. وإليكم أكثر 4 تعاقدات تركتْ أثراً سلبياً في أنديتها السابقة: 1- رحيل كريستاينو رونالدو عن مانشستر يونايتد: كل عاشق ومُحّب لنادي مانشستر يونايتد يؤكد بأنّ رحيل رونالدو عنْ الفريق كان له تأثيرٌ سلبّي كبير منْ عدة جوانبْ ولعلّ أبرزها غياب المُتعة الفنية علي أداء المان يونايتد وعدم وجود حلول فردية مثلمّا كان في السابق بوجود رونالدو، بالإضافة إلي عدم وجود "الهداف الواحد" في الفريق إذ من الملاحظ أنّ الأهداف المسجلّة "للشياطين الحمر" في المباريات السابقة توزعّتْ علي عدد كبير من اللاعبين أمثال ريان جيجز ودارين فليتشر وبول سكولز وواين روني وأنطونيو فالنسيا ومايكل أوين، وهو الأمر الذي أفقد صواب أليكس فيرجسون الذي صرحّ في أكثر من مناسبة أن رحيل رونالدو عن الفريق كانت بمثابّة الصدمّة الأكبرّ التّي تعرضّ لها خلال مسيرتّه الكروية. وعلي العكسْ تماماً فأنّ هذا الأثر السلبّي مع المان يونايتد قابله نجاح كبير في نادي ريال مدريد الإسباني، حيثُّ سطرّ النجمْ البرتغالي نجاحاً باهراً مع فريقه الجديد في فترة قصيرة وأصبح المعشوق الأول لجماهير "المرينجي"، إذ سجل 7 أهداف مع الفريق حتي الآن 5 منها في مسابقة "الليجا" وهدفين في بطولة دوري الأبطال. 2- رحيل تشابي ألونسو عن ليفربول: كشف رحيل تشابي ألونسو عن نادي ليفربول "عورات" الفريق الأحمّر وجعلهُ صيداً سهلاً للعديد من الأندية الطامحة للاقتراب منْ القمّة، إذ برهنّ برحيله مقولة (هذا اللاعب مهندس عمليات الوسط) خاصةً أنه كان الخط الفاصل بينّ الهجوم والدفاع، حيثُّ كان يقوم بواجبات 4 لاعبين علي الأقل في أرضية الملعب من حيث الوقوف أمام الهجمات المرتدة للفريق الخصم، ومساندة خط الهجوم من الخلف وتقديم كرات رئعة لزملائه، وتنفيذ الضربات الثابتة، بالإضافّة إلي تسديداته بعيدة المدّي والتّي رجحّتْ كفة "الريدز" في أكثر منْ مناسبّة. وبالنظر إلي نتائج نادي ليفربول في الفترة الأخيرة فأنه يمكننا القول بأنّ رحيل ألونسو عن ليفربول أضعف من خط المنتصف وأصبحّ التسجيل في مرماهم أمراً سهلاً، والدليل علي ذلك تلقّي شباك "الريدز" حتي الآن قُرابّة ال 11 هدفا توزعّت بينّ مسابقتي الدوري المحلي ودوري الأبطال. وبالعكس فأن قدومه إلي الريال شكلّ إضافةً كبيرة للفريق والديل علي ذلك وأنه في إحدي المباريات الودية مع فريقه الجديد أمام نادي ريال سوسيداد مرر 62 تمريرة صحيحة من أصل 64 لعبها خلال المباراة، وهو الأمر الذي أثبت موهبته الكبيرة. - رحيل ريكاردو كاكا عن ميلان الإيطالي: عندما خرجّتْ جماهير "الروسينيري" في شوارع مدينة ميلانو في مظاهرات احتجاجاً علي بيع النجم البرازيلي ريكاردو كاكا لنادي ريال مدريد الإسباني كانتْ تعلّم بأن غيابه عن الفريق سيؤدي إلي انهيار للفريق، لمعرفتها المُسبقّة بأنّ كاكا كان مُنقّذْ الفريق في السنوات الماضية وهو الوحيد القادر علي إحداث الفارق في المباريات الصعبّة، ولذك قابلت الجماهير قرار البيع بجنون وبمظاهرات غريبّة اعتُبرّتْ الأغرب في عالم كرة القدم. ورغم رحيل كاكا عن الميلان بهدوء إلاّ أنّ الأثر السلبّي لرحيله كان له أصداءٌ كبيرة، إذ إنّ النتائج السلبية التّي حققها الميلان في الفترة الأخيرة بدأتْ تغضب الجماهير التّي كانتْ في البداية رافضة لبيع ريكاردو كاكا، والتّي بدورها حملّت رئيس النادي ونائبه ومسئولية الأزمّة التّي يمُّر فيها النادي الإيطالي، وبالعكس تماماً فإنّ جماهير النادي الملكي بدتْ سعيدة بالمستّوي الذي قدمه اللاعب مع فريقهم خلال المباريات السابقّة، إذ بدي واضحاً أنه أحبّ الطريقّة التّي يلعب فيها مع لاعبي ريال مدريد، وهي الطريقة التي تؤهلة للعودة مجدداً إلي الأضواء بعدّ أنْ كان شبه "مخفي" مع الميلان في آخر موسمين. 4- رحيل ديجو ريفاس عن فيردير بريمن: منذُّ زمن بعيد وبعضْ النُقاد الرياضيين يقولون بأنّ هناك لاعب "يساوي فريق بأكمله" ولكنْ كان الأمر غير مُصاغ عندّ البعضْ، ولكنْ بعدّ رحيل النجمْ البرازيلي دييجو ريفاس عنْ ناي فيردير بريمن الألماني وانهيار الفريق منْ بعدّه تأكدتُّ بأنّ هذه المقولة صحيحة 100 %، وأنّ رحيل نجم بحجم دييجو قد يقلل منْ شعبية فريق وليس بنتائجة فقط، إذْ إنّ النادي الألماني ما زال يعاني كثيراً بعدّ رحيله حيث إنّ نتائجه السلبية والإخفاقات المتتالية للنادي أجبرتْ الإدارة للبحث عنْ نجم جديد بحجم دييجو خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، خاصةً أنّ الفريق لم يحقق الفوز إلاّ في 3 مواجهات فقط منْ أصل 7 مباريات في الدوري الألماني خاضها حتي الآن. ويبدو أنّ دييجو كان المُشرف والعقل المُدبّر للنادي الأخضر في المواسم الماضية، إذْ إنّ بعضْ المهاجمين يواجهون صعوبّة الآن في عدم وجود صانع ألعاب بحجم دييغو منْ خلفهم، وهو الأمر الذي أدي إلي قلّة عدد الأهداف المسجلّة للفريق في هذا الموسم بعكسْ الموسّمْ الماضي، وعلي العكس تماماً فإنّ نادي يوفنتوس الإيطالي وجدّ ضالته بالنجمْ البرازيلي "كخيرُ خلفِ لخير سلّف" ومعوض حقيقي للأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان الذي أثر كثيراً علي النادي الإيطالي عندما انتقل إلي نادي ريال مدريد عام 2003 ، وهو المكان الذي ظل شاغراً في اليوفي حتي قدوم دييجو.