ينبغي علي بورتسموث أن يتعلم العيش في حدود إمكاناته في إعادة بناء صفوفه بعد بيع عدد من لاعبيه البارزين...وينتظر النادي أحد رجال الأعمال العرب الأثرياء ليكون بمثابة رئيس للنادي مع هبة خيرية ومانشستر سيتي، مدعوماً من نفط أبوظبي، قد وسع هذه الأحلام. ولكن الصورة في بورتسموث مختلفة بعض الشيء، بما أن الشيخ سليمان الفهيم، مالك شركات تطوير العقارات في أبوظبي، الذي دخل في التفاصيل القانونية الدقيقة للاستحواذ علي أسهم المالك الحالي ساشا جايدميك، فإن الجرأة ليست فقط في الحذر من إعادة بناء النادي الذي له أنصار أشداء منذ تأسيسه. فهم يعرفون أنه إذا بدأ الموسم الكروي اليوم، أو بشكل أصح، إذا تم اغلاق فترة الانتقالات الصيفية الآن، فإنهم سيكونون علي يقين بأن فريقهم سيواجه الهبوط. وحتي لو أكمل الشيخ الفهيم سيطرته علي النادي، فإنه ليس متوقعاً منه أن يذهب إلي السوق لشراء لاعبين. المدير الفني للنادي بول هارت الذي طُلب منه الاشراف علي اصلاح ثقافة النادي وتوجيهها نحو نموذج أفضل للتمويل الذاتي، لديه فقط 15 من كبار اللاعبين، وبعد أن تم بيع بيتر كراوتش علي مضض لتوتنهام، آخر الأسماء الكبار والأموال الكبيرة خرجت من النادي، فهو الآن يكافح من أجل الحفاظ علي حارس مرماه الدولي ديفيد جيمس والمدافع سيلفان ديستن من البراثن المفترسة. فقد حاول بورتسموث إثناء استون فيلا من الاهتمام بديستن (31 عاماً) بوضع 7 ملايين جنيه استرليني مبلغاً لبيعه الذي كان قد بقي عاماً واحداً فقط علي عقده. وهناك أيضاً الخوف من رحيل الجناح جون اوتاكا والظهير الأيسر نادر بالحاج الذي يلعب في مركز الجناح أيضاً، ومن المحتمل بيعهما إذا حصل النادي علي سعر معقول مقابل خدماتهما.بورتسموث يشبه، منذ بداية الموسم الماضي، بذلك الطفل الذي يضع اصبعه في خزان المياه، عندما قرر جايدميك أنه آن الأوان لوقف دعمه الذي تجاوز النادي في مصروفاته وأنه لن يستثمر فيه ويريد الخروج منه. ووفقاً لحسابات النادي الأخيرة، فإن قروضه وديونه المستحقة لمصرفي باركليز وستاندرد بلغت 20 مليون استرليني والتي يجب سدادها هذا الصيف. وبالتأكيد تم تذكير جايدميك بالنكتة القاتمة عندما سُئل كيف ينبغي علي أفضل الرجال أن يحصل علي ثروة صغيرة من كرة القدم؟ فأجاب: بادياً بناد كبير. ويقر بورتسموث أنه يعيش ضمن إمكاناته بعد الفترة التي توجت بشكل رائع عندما أخذهم المدير الفني السابق هاري ريدناب عام 2008 إلي استاد ويمبلي والفوز بكأس الاتحاد الانجليزي. والنادي الذي تتسع مدرجات ملعبه إلي 20 ألف مشجع ومن دون شركات راعية، فإنه كان يلعب لعبة خطرة، وعلي خلفية التدهور الاقتصادي العالمي، قرار جايدميك بيع بورتسموث ساعياً للحصول علي بعض العائدات علي استثماره العميق، زعزع استقرار النادي. في أقل من 12 شهراً باع النادي اللاعبين سولي مونتاري وبيدرو ميندس وجيرماين ديفو ولاسانا ديارا وجلين جونسون، والآن بيتر كراوتش، بما مجموعه 77 مليون استرليني. وفي نهاية الموسم الماضي كان النادي قد سرح نيو بامروت ولورين وجلين ليتل وديامي تراوري وجيروم توماس، وذهب شون ديفيز إلي بولتون من دون مقابل حسب نظام بوسمان، بينما الكابتن المخضرم سول كامبل لم يعد إلي ناديه بعد انتهاء عقده. وعبر بعض أنصار النادي عن دهشته كيف أن هذه التخفيضات الضخمة لم تضع حداً لمديونيته، ولكنه لم يحسب تأثير دفع فواتير أجور النجوم التي بلغت 80 ألف جنيه استرليني أسبوعياً لسنوات عدة. ولأن النادي وجد نفسه يمر بمرحلة انتقالية، فإنهم يدركون أن الانتعاش لن يحدث بين عشية وضحاها. الاحتراس أصبح الشعار في بورتسموث الذي بالكاد نجح في تجنب الهبوط إلي دوري الأبطال في الموسم الماضي، وسيحتاج هارت إلي صقل المساومات والصفقات التجارية السفلي للحصول علي الانتقالات المجانية أو حتي استعارة اللاعبين بمبالغ رخيصة ليعطي لفريقه الشحنة التي يحتاجها. وفعلاً تم الحصول علي توقيع سيتف فينان الذي انتهي عقده بعدما لعب لفترة في اسبانيول، في حين أن كانو يمكن بقائه لموسم آخر والتوصل إلي اتفاق مع ارون موكوينا الذي أصبح غير مرتبطاً بأحد بعد تركه بلاكبيرن. ويتوقع هارت أن يقدم عرضاً بمبلغ خمسة ملايين استرليني لشراء المهاجم الواعد نيكولا كالينيتش (21 عاماً) من هايدوك سبليت. والمهاجم السابق للنادي بنجامين مورواري الذي هو مع مانشستر سيتي الآن قد يكون هدفاً آخر لبورتسموث. الجميع في "فراتون بارك" هلل لوجود أكثر من شهر قبل اغلاق فترة الانتقالات الصيفية، وأنهم يشعرون عندها فقط يجب الحكم علي أداء الفريق. فالوقت بات ضيقاً، وعلي هارت وموظفيه أن يسعوا، في هذا الوضع الذي لا يحتمل، إلي دفع النادي إلي الأمام حتي يتم استيلاء الشيخ سليمان الفهيم عليه بالفعل، الذي وافق علي ورقة شروط غايدميك، إلا أن الأمر انتقل إلي المحامين قبل الموافقة النهائية والتوقيع علي عقدي البيع والشراء. ولكن كم من الوقت ستستغرق هذه العملية؟ المديرون التنفيذيون في بورتسموث يأملون أن تكون في غضون أسبوع أو أسبوعين، وأنهم واثقون بأنها ستكون في موعد أقصاه مطلع سبتمبر المقبل. ما أصبح واضحاً أن الشيخ الفهيم لن يضخ في البداية الملايين علي رسوم انتقالات اللاعبين. عهد جديد في بورتسموث يستعد للانطلاق وسيكون التركيز فيه علي الصبر وحسن التخطيط الطويل الأمد. والأسابيع القليلة المقبلة ستكون وعوداً كثيرة للاختبارات المرهقة الصارمة.