يبدو الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو في افضل موقع للاحتفاظ بمنصبه في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من يوليو، بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية الخميس الماضي. ولن تصدر النتائج الرسمية قبل عدة اسابيع، لكن ما من شك يراود الطبقة السياسية الاندونيسية في ان الرئيس يودويونو هو الفائز الاكبر لثالث انتخابات تشريعية منذ قيام الديمقراطية سنة 1998. ويتوقع ان يفوز حزبه، الحزب الديمقراطي، بنحو 20.5% من الاصوات ليحل في مقدمة الاحزاب ال38 المشاركة في الاقتراع، حسب توقعات الاستطلاعات. واعتبر سيف المجاني مدير معهد ال سي آي "الارقام مستقرة وواضحة. لقد فاز الديمقراطيون في هذه الانتخابات". وتقدم الحزب الديمقراطي الذي تأسس قبل ثماني سنوات فقط، علي الحزبين القوميين الكبيرين. وحصل حزب النضال الديمقراطي الذي تتزعمه الرئيسة السابقة ميجاواتي سوكارنو بوتري علي 14,3% من الاصوات. وتأخر حزب الديكتاتور السابق سوهارتو، جولكار، الذي كان يهمين علي البرلمان المنتهية ولايته من 21,8% خلال 2004 الي 13,9%، بحسب التقديرات. وأقر هذان الحزبان بفوز الحزب الديمقراطي وشددا علي ضرورة الانتظار للبت في العديد من الطعون التي سترفع بعد المخالفات التي لوحظت. واعلن الامين العام لحزب جولكار سومارسونو عن "اصبنا بخيبة، لكننا نقبل قرار الناخبين". ووفاء لشخصيته، بقي يودويونو متواضعا وأعرب فقط عن ارتياحه لسير الاقتراع. وقال "سنبدأ المفاوضات مع احزاب اخري لتشكيل ائتلاف". ويجب علي اي مرشح للانتخابات الرئاسية ان يحصل علي ما لا يقل عن 25% من الاصوات في الانتخابات التشريعية او 20% من مقاعد الجمعية. واستنادا الي نتائج الخميس الماضي، يتوقع ان يتنافس يودويونو في الثامن من يوليو مع السيدة ميجاواتي التي هزمها مسجلا فوزا كاسحا سنة 2004، ومع مرشح اخر علي الارجح. ومن بين المرشحين المرتقبين هناك زعيم جولكار ونائب الرئيس الحالي يوسف كالا رغم انه تراجع كثيرا اثر هزيمة الخميس وسلطان يوجياكرتا عاصمة جاوا الثقافية هامنجكوبويونو اكس وكذلك برابوو سوبيانتو الجنرال السابق المثير للجدل الذي حصل حزبه علي اقل من 5%. لكن لا يتوقع ان تكون الاحزاب السياسية الاسلامية ممثلة في الانتخابات الرئاسية لانه لا يتوافر لديها مرشح صاحب كاريزما وذلك بسبب انقساماتها. وكما كان متوقعا لم تحصل تلك الاحزاب سوي علي نحو 25% من الاصوات مقابل 38% قبل خمس سنوات. وينتهج يودويونو (59 سنة) الذي يقود منذ 2004، سياسة وسطية حذرة تستند الي الاجماع ادت الي استقرار النظام الديموقراطي الحديث العهد. ورغم تعرضه احيانا الي انتقادات لتردده نجح في تحسين سمعة اندونيسيا علي الساحة الدولية. واعتبرت المحللة السياسية ديوي فورتونا انور ان عليه خلال الاشهر الثلاثة المقبلة ان يتوخي الحذر من كونه الاوفر حظا. وقالت "لا تنسوا ان ميجاواتي خسرت سنة 2004 رغم انها كانت رئيسة وكانت تعتبر الاوفر حظا".