إلا أن هذا الموسم قد يختلف عن سابقيه من حيث سطوة الأندية الإنجليزية خاصة في ظل الرغبة الكامنة للفرق الأوروبية في فرض نفسها علي الساحة الكروية علي حساب أندية الدوري الإنجليزي. وإذا كانت القرعة قد أظهرت الاستسلام من معسكر ليفربول وتشيلسي في نيون، فضلاً عن تقديم لقاء منطوي علي المخاطرة بين ارسنال وفياريال، إلا أن جواً من الارتياح قد انحدر فقط علي "أولد ترافورد" بعد أسبوع مضطرب. وكما يلخص المدير الفني لمانشستر يونايتد السير اليكس فيرجسون أن هزيمة فريقه 1-4 أمام ليفربول في "أولد ترافورد" ربما تعكس علي أن لقاء فريقه مرة أخري، مع المنتصر في 2004 بورتو البرتغالي، كان جيداً لبطل دوري الأبطال للأندية الأوروبية. ومن المحتمل أن يكون لقاء "الشياطين الحمر" في الدور قبل النهائي مع ارسنال، إذا استطاع الأخير تخطي خطورة القوة الكامنة لفياريال، فإن فيرجسون سيكون سعيداً جداً لأن أي لقاء في البطولة ضد ليفربول أو تشيلسي أو برشلونة أو بايرن ميونيخ سيكون في المباراة النهائية. ولكن لنبدأ مع لقاء ليفربول _ تشيلسي، فكل أنواع التلاعب بالألفاظ النفسية والقوي العقلية للاعب كرة القدم ستكون حاضرة من الآن وحتي المباراة الأولي بينهما في "أنفيلد". وكان ليفربول الأفضل عندما كان جوزيه مورينيو مديراً فنياً لتشيلسي لبلوغ المباراة النهائية في عامي 2005 و2007، وإنما استطاع المدير الفني السابق ل"البلوز" أفرام جرانت من الانتقام في المرحلة نفسها في الموسم الماضي. إلا أن ليفربول تمكن أن يفوز علي تشيلسي في مباراتي الذهاب والاياب في الدوري الممتاز عندما كان الأخير يكافح تحت قيادة مديره الفني السابق البرازيلي لويس فيليبي سكولاري، ولكن الفريق اللندني بدأ يتألق كثيراً منذ وصول فطنة المديرين الفنيين الهولندي جوس هيدينك. ويشعر تشيلسي أن الوقت قد حان لتحويل تفوق ليفربول في الآونة الأخيرة لمصلحته. ولكن هل هناك أي نادٍ له ثقة كبيرة بنفسه، خصوصاً في هذه المرحلة، أكثر من لاعبي ليفربول؟ الفوز الساحق للنادي الأحمر علي ريال مدريد ومانشستر يونايتد أدي إلي عودة ثقة كبيرة بين لاعبيه، وهي بدأت مدعومة أخيراً برسائل ايجابية من مجلس إدارة النادي، خصوصاً بعد تجديد مديره الفني رافائيل بينيتز عقده لغاية 2014. فلديه، من دون مناقشة، أفضل مهاجم في العالم في فرناندو توريس، بالإضافة إلي النجم الفذ في خط الوسط ستيفن جيرارد الذي يستحق اعطاءه الوسام ذاته. ولا يوجد أي خوف من المواجهة بين لاعبي الفريقين، ولكن الشيء الذي يميل لصالح تشيلسي هو أن المباراة الثانية ستكون في "ستامفورد بريدج" بدلاً من "أنفيلد". وجاءت هذه الصيغة لمصلحة تشيلسي في الدور نصف النهائي في الموسم الماضي، في حين أن كل الأندية المشاركة في البطولة تعرف مخاطر المحطة الثانية من الرحلة عندما تكون في ليفربول. التقاء التفكير بين بينيتز وهيدينك سيكون عنصراً إضافياً ومهماً للإثارة، حيث إن الناديين المشهورين أوروبياً باستراتيجيتهما سيحاولان شق طريقهما للوصل إلي الدور الربع النهائي. وحالما تحسم المسألة بين هذين الناديين، فإنه لا يوجد أي نوع من أنواع الود ينتظر الفريق الفائز. فبرشلونة أو بايرن ميونيخ سيشكل حاجزاً كبيراً للوصول إلي المباراة النهائية. أما المدير الفني آرسين فينجر فهو دائماً ناضح الثقة في قدرة ناديه ارسنال، ويشعر بأن لديه القدرة علي هزيمة فياريال. وكان ارسنال قد ختم جواز سفره إلي نهائي 2006 بعد أن استطاع حارس مرماه ينز ليمان من انقاذ ركلة جزاء رومان ريكيلمي في وقت متأخر من المباراة، ولكن مدرب فياريال مانويل بيليجريني يشعر دائماً بأن الحظ لم يحالفه للفوز علي ارسنال. وإذا لم يخطئ فياريال، فإنه سيشكل تهديداً للنادي اللندني، مع نجم ارسنال السابق روبير بيريس والخطرين في الهجوم والوسط سانتي كازورلا وارييل اباكازا، إلا أن النادي الاسباني ينقصه الدقة والخطورة في مواجهة مرمي الخصم. وارسنال لديه فرانسيسكو فابريجاس وثيو والكوت وإدواردو، وهم مستعدون لدعم فريقهم وسيكونون قوة كبيرة لفينجر الذي اصر علي أن فريقه قادر علي الفوز علي أي منافس له في البطولة. وهذا يجعل ارسنال هو أبرز المرشحين للوصول إلي ربع النهائي، حيث سيكون حافزاً له لمواجهة مانشستر يونايتد. ولقاء مانشستر يونايتد مع بورتو سيحيي حتماً ذكريات عام 2004 عندما كان هدف التعادل لفرانسيسكو كوستينا في وقت متأخر من المباراة كافياً لاخراج "الشياطين الحمر" من البطولة، وشاهد "أولد ترافورد" مدرب بورتو آنذاك جوزيه مورينيو يرقص علي خط تماسه. ولكن هذه المرة اللقاء بين الناديين سيكون مختلفاً بالتأكيد، علي رغم فوز بورتو علي اتلتيكو مدريد الموهوب في دور ال16، وامتلاكه مهاجماً قوياُ هو ليساندرو لوبيز. ووصول أندية النخبة الانجليز إلي هذه المرحلة لا يرضي رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، خصوصاً أن هناك احتمالاً وارداً جداً من أن ثلاثة منهم قد يكونون من جديد في الدور الربع النهائي. مانشستر يونايتد وارسنال زائداً نتيجة المباراة بين ليفربول وتشيلسي هي قريبة جداً لأكبر قدر من الثقة.