أكد محللون سعي الرئيس الأمريكي باراك اوباما لاحداث تقارب مع ايران سببه الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة في افغانستان حيث يمكن ان تلعب طهران دورا ايجابيا لانقاذ أمريكا من المستنقع الأفغاني. وقال كريم سادجابور من معهد كارنيجي لتشجيع السلام الدولي انه لم يعد امام القادة الايرانيين خيار غير المشاركة في المؤتمر الدولي حول افغانستان بعد المبادرة غير المسبوقة لاوباما الذي تحدث اليهم مباشرة وعرض عليهم تجاوز ثلاثين سنة من النزاع. وتقيم طهران علاقات وثيقة مع جارتها افغانستان وخصوصا مع الافغان الشيعة لكنها عارضت اسقاط نظام طالبان السني المتطرف الذي حكم كابول من 1996 الي 2001. من جهة اخري، تواجه ايران عواقب الزراعات الهائلة للافيون التي تغذي سوقها بالمخدرات. وبعد حرب مستمرة منذ سبع سنوات في افغانستان بدون اي آفاق للسلام، تأمل الادارة الأمريكيةالجديدة في تحريك هذا التعاون لكنها ما زالت حتي الآن غامضة بشأن توقعاتها من ايران. وقال كريم سادجابور انه قد يطلب من ايران فتح مجالها الجوي والبري لنقل البضائع الي افغانستان. علي الصعيد الايراني اشار المحللون الي ان الرد السريع الذي وجهه المرشد الاعلي في ايران آية الله علي خامنئي الي الرئيس الأمريكي باراك اوباما رسالة تقول انه الوحيد صاحب القرار في مسألة التقارب مع الولاياتالمتحدة المحورية، قبل ثلاثة اشهر علي الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الاسلامية. وقال خامنئي "تغيروا وسيتغير موقفنا"، بعد يومين علي عرض الرئيس الأمريكي باراك اوباما، مضيفا "اننا نتصرف بشكل منطقي وليس بشكل عاطفي. ونتخذ قراراتنا بعد حسابات دقيقة". ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو، قد تتحول مسألة استئناف العلاقات بين واشنطنوطهران قضية محورية لان اغلبية الايرانيين يؤيدونها، بحسب المحللين، حتي ولو ان الكثير منهم يعتبرون ان المحافظين وحدهم يتمتعون بحرية تطبيقها.وحتي الان يقتصر السباق الرئاسي علي الوزير المعتدل مير حسين موسوي والاصلاحي مهدي كروبي بعد انسحاب الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي، فيما لم يعلن احمدي نجاد عن ترشحه رسميا مع ان احد المقربين اليه اكد الامر. دبلوماسية اليوتيوب إن كانت "دبلوماسية البينج بونج" ساهمت في إحداث انفراج في العلاقات الأمريكية الصينية في السبعينيات من القرن الماضي، فإن "دبلوماسية يوتيوب" قد يكون لها تأثير مماثل علي علاقات الولاياتالمتحدة مع إيران. بعدما اعتمد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كثيرا علي الإنترنت في السباق إلي البيت الأبيض، لجأ مجددا إلي وسيلة التواصل هذه لإطلاق أولي مبادراته الدبلوماسية الكبري. وعاد أوباما إلي إحدي أدوات حملته الانتخابية المفضلة، فسجل رسالة فيديو موجهة إلي الشعب الإيراني وقادته بمناسبة رأس السنة الفارسية وبثها علي الإنترنت من بوابة موقع يوتيوب. وبعدما كان أوباما المرشح يعول علي أنصاره لتناقل رسائله وأشرطته الالكترونية، فإن أوباما الرئيس يأمل أن يفعل الإيرانيون الأمر نفسه مع رسالته عبر يوتيوب. وتعتقد تريتا بارسي، رئيسة المجلس الوطني الأمريكي الإيراني أن توجيه الرسالة بهذه الطريقة هو خيار ناجح فالرسالة تنتشر علي الإنترنت بسرعة فائقة. وقالت "هنا نري الرئيس أوباما يخاطب القادة مباشرة ويذكر "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وهو أمر غير اعتيادي إطلاقا إن لم يكن غير مسبوق بالنسبة لرئيس أمريكي".