في مثل هذا التوقيت من العام الماضي كتبنا نقول: "الطريق إلي اليونسكو لا يمر بتل أبيب"، وعلقنا علي التصريح المستفز الذي أعلنه شالوم كوهين سفير دولة الاحتلال عندما قال إن طريق فاروق حسني وزير الثقافة المصري إلي منصب مدير عام منظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" لن يكون مفروشا بالورود ما لم يمر بتل أبيب".. وقلنا إن هذا لن يحدث، وأن الوزير سيصمد ويرفض كل محاولات الابتزاز أو الضغوط التي تواجهه، وحدث ما توقعناه، وتعرض الوزير، طوال عام 2008، لكل أنواع "التحرش"، وما لا يخطر علي بال بشر من استفزاز وصل إلي ذروته، في الأيام الأخيرة من العام المنقضي، بتهديد أمريكا بالانسحاب من "اليونسكو" لو أن فاروق حسني لم يفشل، وتبوأ المنصب الرفيع، بينما واصلت "إسرائيل" تهديداتها المستفزة التي زادت العرب إصرارا علي مؤازرة ودعم الوزير المصري؛ الذي بدا وكأنه خضع للابتزاز في لحظة ما، عندما أصر علي تبرير تصريحه الذي قاله عن "الكتب الإسرائيلية التي ينبغي أن تحرق في مكتبة الإسكندرية"، وتأكيده أنه لا يمانع في زيارة إسرائيل، في حال استعادة الأراضي العربية المغتصبة، والعودة إلي حدود 1967، لكنه سرعان ما تشبث بموقفه، ولم يهادن أو يفرط أو يستسلم، وربما لهذا السبب يحصد تأييدا وإجماعا عربيا، لم يحدث مع مرشح عربي من قبل، وأغلب الظن أن الدعم لن يتوقف إذا ما أصر علي مواقفه، ولم يخذل مؤيديه حبا وكرامة في "اليونسكو".. وتزلفا لأمريكا وكلبتها إسرائيل!