لم تكتف إسرائيل بالمجازر التي أرتكبتها علي مدي تاريخها الملطخ بدماء العرب مثلما حدث في "دير ياسين" و"قانا 1" و"قانا 2" أو صبرا وشاتيلا وقبلها مجزرة "بحر البقر" فقد عاودت أمس استئناف مجازرها ضد قطاع غزة حيث يقطن مليون ونصف مليون جائع ومحروم الدواء والوقود وبعد 8 أيام علي انتهاء "التهدئة" ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس مجزرة في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار مشدد منذ سيطرة حركة حماس عليه في 14 يونيه 2007 مما ادي الي استشهاد 155 فلسطينيا بينهم اللواء توفيق جبر قائد الشرطة في غزة واصابة المئات في اعنف غارات تشنها اسرائيل ضد غزة منذ انسحابها من القطاع عام 2005. ويأتي العدوان الاسرائيلي الجديد علي غزة بهدف انهاء حكم حماس في القطاع مثلما هددت وزيرة الخارجية الاسرائيلية وزعيمة حزب كاديما علانية. وفي رد فوري دعت حماس جناحها العسكري كتائب عزالدين القسام الي الرد علي العدوان الاسرائيلي بجميع اشكال المقاومة مؤكدة ان كل العمليات يجب ان تستهدف كل صهيوني بما يعني استئناف العمليات الاستشهادية فيما وراء الخط الاخضر وفي قلب تل ابيب نفسها.. وافاد مراسل وكالة الانباء الفرنسية بأن الغارات الجوية الاسرائيلية دمرت عددا كبيرا من مقار الشرطة والامن التابعة لحماس. وبثت قناة الاقصي التابعة لحماس وقنوات عربية صورا لجثث وجرحي من عناصر شرطة حماس وهم في زيهم العسكري امام احدي المنشآت الامنية .وذكر مراسل هيئة الاذاعة البريطانية العربية "بي.بي.سي" في غزة ان القصف استهدف جميع المواقع الامنية التابعة لحماس في القطاع. وقال مراسل وكالة انباء الشرق الاوسط ان القصف الاسرائيلي حول غزة الي كتلة من السواد نتيجة الحرائق التي اندلعت من المقار والمنازل التي استهدفتها المقاتلات الاسرائيلية. ورجحت مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء والجرحي لان عملية القصف جاءت مفاجئة واستخدمت فيها الصواريخ الثقيلة من طائرات اف 16. وحمل نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" من وصفهم بمنفذي الاعمال الطائشة باعطاء الذريعة لاسرائيل بمثل هذا العدوان. واعلنت اسرائيل ان العملية التي شنها الطيران الحربي امس علي غزة لاتزال في بدايتها . وادانت مصر الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية علي قطاع غزة، وحملت إسرائيل باعتبارها قوة الاحتلال - مسئولية ما أسفرت عنه من الشهداء والمصابين. وذكر بيان صدر عن رئاسة الجمهورية أمس ان إسرائيل استمرت في التلويح بالتصعيد العسكري في غزة خلال الأسابيع الماضية، وان مصر حذرت من هذا التصعيد وتداعياته علي الاوضاع الإنسانية بالقطاع وعلي استقرار الشرق الأوسط، وأدان أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة وناشد د. علي جمعة - مفتي الجمهورية - الدول والهيئات والمنظمات الاسلامية والمجتمع الدولي الفوري .