تحولت ورشة عمل "التعليم الزراعي العالي.. الحاضر والمستقبل" إلي سيل من الانتقادات التي وجهها وزيرا التعليم العالي والزراعة إلي عمداء كليات الزراعة والخبراء المشاركين بسبب رؤيتهم التي عرضوها لزيادة أعداد الطلاب الملتحقين بكلية الزراعة. عمداء كليات الزراعة طالبوا بآليات غير تقليدية لتشجيع الطلبة علي الاقبال علي الزراعة، واقترحوا أن تتمثل هذه الآليات اعطاء 10 أفدنة لكل خريج وعدم فتح كليات زراعة أو معاهد جديدة وقضاء فترة التجنيد للطلاب الذكور في قطاع الأمن الغذائي. اقتراحات العمداء اثارت غضب د. هاني هلال وزير التعليم العالي الذي انتقدها بشدة وقال: "انها تخلو من رؤية للمستقبل الزراعي عارف انكم حتزعلوا ولكن أنا صريح"، وحاول هلال التخفيف من حدة انتقاداته وقال للعمداء "لا أجد في هذه الخطة قراءة للمستقبل أو دراسة للتخصصات المطلوبة لسوق العمل". وتابع: هذا ليس تطويراً فنحن في الواقع نحتاج ثورة في المجال الزراعي ويجب أن تكونوا أكثر شجاعة وتطالبوا بحدوث تغيير حقيقي وملموس. وما أن انتهي هلال حتي انضم إليه أمين اباظة وزير الزراعة ووجه نقدًا شديدًا للخبراء رافضا فكرة منح مزايا للطلاب الملتحقين بكليات الزراعة من خلال مشروع تمليك الأراضي لخريجي الزراعة وقال إن الحكومة لن تسمح مرة أخري باعطاء أراض بأسعار اقل من السعر السوقي لمجرد تشجيع الطلاب علي الالتحاق بكليات الزراعة. وأضاف أن كل الاعداد التي حصلت علي أراض بهذه الطريقة - 54 ألف خريج - قامت "بتسقيعها" وبيعها بأسعار مرتفعة. وعقب كلمة الوزيرين سرت همهمات كشفت عن غضب العمداء والخبراء من كلام الوزيرين اللذين شعرا بذلك فأرادا في نهاية الورشة امتصاص الغضب فاعلنا عن عقد جلسات استماع أخري لمناقشة الموضوع في ظل تواجد عدد أكبر من رجال الأعمال والقطاع الخاص لمعرفة الخطوات المطلوبة لتحديث وتطوير التعليم الزراعي.